×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

برقيات "صالح" الدولية تثير حفيظة خصومه

 بالرغم من توقيع علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية والتي تمخضت عن إجراءات انتقالية من أبرزها انتخاب عبد ربه منصور هادي في 21 فبراير/شباط الماضي رئيسا جديدا لليمن, إلا أن المراقبين يرون أن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح لم يرفع الراية البيضاء ولا زال يسعى جاهدا بشتى الوسائل للإبقاء على موطئ قدم في المشهد السياسي والإعلامي اليمني من خلال رئاسته لحزب المؤتمر الشعبي العام.

ويرى محللون وخبراء أن بقاء صالح في السلطة 34 عاما وهي أطول فترة لحاكم يمني منذ قرون لا زالت تلقي بظلالها على تصرفات الرئيس اليمني السابق الذي أجبرته الضغوط الإقليمية والدولية على ترك السلطة مع منحه خروجا مشرفا عبر صناديق الاقتراع وهو ما لم ينله نظراؤه من الزعماء العرب الذين أطاح بهم الربيع العربي.

وخلال اليومين الماضيين أحدث لقاء صالح بالسفير الصيني بصنعاء وبرقيات التهنئة التي بعث بها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند, جدلا واسعا بين مناصري صالح الذين اعتبروا لقاءه بسفير بكين في إطار تعزيز العلاقات بين حزب المؤتمر والحزب الشيوعي الصيني وأن تهانيه لبوتين وهولاند بصفاتهم الحزبية وهذا شيء منطقي, وبين مناوئيه الذين يرون في ذلك محاولات للبقاء تحت الأضواء وإعطاء رسالة لليمنيين مفادها أن هناك زعيمين أحدهما يستمد حضوره من المشروعية الانتخابية التي منحتها إياه المبادرة الخليجية والدعم الإقليمي والدولي وهو الرئيس عبد ربه منصور هادي, وهناك زعيم ضارب بجذوره وحاضر بقوة في المعادلة القبلية والعسكرية والسياسية.

وفي هذا السياق تحدث المحلل السياسي كامل الشرعبي لـ"العربية.نت" وهو من مؤيدي الثورة الشبابية الشعبية قائلا "الحقيقة أن صالح بحكم بقائه طويلا تحت الأضواء لازال يحرص على أن لا يغيب عن المشهد وحتى عندما كان يتلقى العلاج في السعودية بعد حادثة جامع دار الرئاسة في 3 يونيو حزيران 2011 وكان الرئيس هادي حينها رئيسا بالإنابة, ظل علي عبد الله صالح حريصا على الظهور باستمرار عبر التلفزيون من خلال خطابات موجهة للشعب اليمني, كما أنبه أنه بعد التوقيع على المبادرة الخليجية التي نقلت صلاحياته لنائبه حينها كان يحرص على خطف الأضواء.

وأضاف: عندما أدت حكومة الوفاق الوطني اليمين الدستورية أمام هادي قبل انتخابه "وهو حدث بارز لم يألفه اليمنيون طيلة 33 عاما, سعى صالح إلى الالتقاء بالحكومة السابقة ورئيسها لتشتيت انتباه اليمنيين, كما أنه حين دشن هادي حملته الانتخابية بخطاب تاريخي شهير في مطلع فبراير الماضي وكان صالح في الولايات المتحدة للعلاج, أبرزت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" خبر لقاء صالح بقيادات الجالية اليمنية في أمريكا وتصريحاته عن أنه سيعود وسيمارس نشاطا سياسيا من خلال حزب المؤتمر الشعبي العام, وهو الآن يسبق الرئيس هادي في إرسال برقيات تهاني أو تعازي لزعماء متذرعا بصفاتهم الحزبية.

أما ناجي سعيد وهو قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام فيرى أن خصوم صالح وأحزاب اللقاء المشترك تسعى إلى اجتثاث صالح وإخراجه من اليمن وربما من الحياة.

وأضاف رئيس الجمهورية السابق علي عبد الله صالح لا زال رئيسا وزعيما لحزب المؤتمر الشعبي العام, وأنصاره ومحبوه كُثُر, ومن المنطقي أن يهنئ فلاديمير بوتين باعتباره رئيسا لحزب روسيا الموحدة, وأيضا الرئيس الفرنسي المنتخب فرنسوا هولاند لكونه رئيسا للحزب الاشتراكي الفرنسي, وأيضا من حقه اللقاء بسفراء طالما أنهم ينتمون لأحزاب حاكمة في بلدانهم ويبحث معهم علاقات التعاون كما حصل بالنسبة لعلاقات المؤتمر بالحزب الشيوعي الصيني حين التقى السفير الصيني بصنعاء.

وتمنى سعيد من خصوم المؤتمر الشعبي وقيادات وإعلام أحزاب المشترك النظر في كل ما يخدم عملية التغيير في اليمن وليس البحث عن الاستفزازات وإعاقة تنفيذ المبادرة الخليجية الهادفة إلى إخراج اليمن من أزمته الطاحنة.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر