×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

الأمريكيون يعتبرون الديمقراطية شرطاً لوحدة العراق

 بعد 4 أشهر من انسحاب آخر جندي أمريكي من العراق، يقاطعك مسؤول أمريكي قبل أن تكمل جملتك الافتتاحية ليقول "إن الولايات المتحدة لم تترك العراق في نهاية العام 2011، نحن طبقنا التزامنا وفق الاتفاق الأمني، وقد تركت قواتنا، ولكننا ملتزمون بعمق بالفصل الجديد من علاقتنا بالعراق".

ما زالت العاصمة الأمريكية واشنطن مقصداً للسياسيين العراقيين، وآخرهم رئيس إقليم كردستان، مسعود البرزاني، ومن بعده نائب رئيس الحكومة، حسين الشهرستاني، الذي أشار خلال مؤتمر صحافي في وزارة الخارجية الى أن بلاده مهتمّة بحماية البنية التحتية لقطاع الطاقة العراقي.

وقال مسؤول أمريكي لـ"العربية" إنه "بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، أصبحت حماية البنى التحتية الحيوية أولوية لنا جميعاً. وهذا ينطبق على العراق حيث توجد خطوط نفط مهمة وبنى تحتية مكشوفة".

وأضاف أن العراق أعلن أن هدفه هو رفع إنتاج النفط الى 10 ملايين برميل يومياً، و"هذا يستلزم حماية البنية التحتية من الإرهابيين. نحن ننظر الى تقديم الخبرات لمساعدة العراقيين في رسم طريقهم في هذا المجال. إن العراقيين ينظرون الى إمكانية تحقيق نمو ضخم، ونحن مستعدون للمساعدة في أي مجال ممكن".
الأمريكيون يريدون تطبيق اتفاق أربيل

ينظر الأمريكيون في ظل إدارة باراك أوباما بأمل كبير الى العراق، ويريدون أن يقوموا بدور في محيطه، لذلك يؤكد الرسميون الأمريكيون انخراطهم في مساعدة العراقيين على بناء دولتهم، أما مسلسل العقبات التي تقف أمام "هذه الديمقراطية التي يتمّ بناؤها"، فهو طريق طويل.

يعيّن الأمريكيون عدة مفاصل تاريخية في علاقتهم مع العراقيين، أهمها تسليمهم السيادة في العام 2004 ثم انسحاب القوات الأمريكية الى الثكنات في العام 2009 ثم خروج القوات الأمريكية بكاملها في العام 2011.

ويعتبر مسؤول أمريكي، تحدث إلى "العربية"، طالباً عدم الكشف عن اسمه، "أن المرحلة المقبلة ستكون صعبة، وستمتحن قدرة العراقيين على التعاطي مع قضايا لم تحلّ بعد، وهي قضايا الحكم والمشاركة في السلطة. ودور الولايات المتحدة هو الوسيط الأمين بين كل الأطراف وليست هنا خارطة طريق لذلك، بل إن العراقيين أنفسهم هم الذين يجب أن يقدموا خارطة الطريق لحلّ هذه القضايا".

ويشدد الأمريكيون على ضرورة أن يعود العراقيون الى اتفاق أربيل، وأن يطبّقوه ويقدّرون عالياً مبادرات الرئيس العراقي، جلال الطالباني. ويتمنون أن يتمّ عقد اللقاء الوطني في أقرب وقت، لكنّهم يصرّون على أن دورهم هو دور الوسيط الأمين.

وفي مقارنة لا تخلو من الفكاهة، يقول مسؤول أمريكي لـ"العربية" إن "الانتخابات هي قطعة واحدة من الديمقراطية. كانت هناك انتخابات لكنها مثل العرس، ويجب أن نجد طريقة ليستمر الزواج بعد يوم الفرحة".
التعقيدات العراقية

أما ما يُتعب الأمريكيين فهو تعقيدات العراق وتشعباته، ويقولون صراحة إن القضية ليست فقط نوري المالكي رئيس الحكومة العراقي، بل تمتد التعقيدات الى الحكومة والبرلمان والقضاء والقوى الأمنية والتشعبات الطائفية والعرقية.

لكن القضية الشخصية مهمة، فالعلاقات بين المالكي ومسعود البارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان، كانت مطروحة خلال زيارة الأخير الى واشنطن. وحين رأى الأمريكيون إحباط البرزاني، نصحوه "بأن التحاور مع بغداد هو الطريق الوحيد لحلّ الاختلافات".

ويتفهّم الأمريكيون غضب رئيس إقليم كردستان لسبب آخر له علاقة بتاريخ الأكراد مع الأمريكيين، فقد تمتع الأكراد منذ التسعينات بحماية عسكرية أمريكية وفّرت لهم مظلة أمان في ظل الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، ومن بعده الحكومات العراقية المتعاقبة، أما الآن فيعبّر الأكراد للأمريكيين عن مخاوفهم، وربما عن حنقهم، لأن الأمريكيين بانسحابهم من العراق، سحبوا الغطاء أيضاً عن الأكراد وإقليمهم.

ويعود المسؤول الأمريكي للتأكيد مرة أخرى على التزام الولايات المتحدة تجاه العراق وعلى مساعدته ليكون بلداً ديمقراطياً ويتمتع بعلاقات جيّدة مع دول المنطقة.

وينظر الأمريكيون بارتياح كبير الى إعلان العراق أنه لن يكون تهديداً لجيرانه، وينظرون بفخر الى صورة أمير الكويت، الشيخ جابر الأحمد الصباح، وهو يزور بغداد خلال القمة العربية الأخيرة.

ويعتبر الأمريكيون أيضاً "انه من الطبيعي توقّع علاقات عادية مع ايران، وخاصة أن حدودا مشتركة طويلة وتاريخا ممتدا يربط بين الجانبين".

لكن الأهم هو الوضع الداخلي، فأكثر ما يمكن أن يثير المستمع هو تلك المعادلة الأمريكية، التي تقول "إن بقاء العراق موحداً، مستقلاً ومزدهراً، يعتمد بداءة على المحافظة على أسس ديمقراطية. وهذه الرسالة هي إطار سياستنا".
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر