مجزرة جديدة بحي الأربعين في حماة تظهر رعب النظام
أبريل 23, 2012 09:04 مساءً
يقع حي الأربعين في مدينة حماة مرة أخرى تحت نيران النظام السوري الغاضبة، ليرتكب الجيش السوري ومدفعياته مجزرة راح ضحيتها 38 قتيلاً في ذلك الحي وحده خلال ساعات اليوم.
كما حاصرت قوات النظام السوري مدارس حماة منذ صباح اليوم، ومنعت الطلاب من الدخول إلى المدارس واعتقلت بعضهم.
وإن كانت مجازر النظام السوري لا تصنف تحت أسباب معقولة يمكن أن يفكر بها المراقب، فإن استهدافها اليوم لحي الأربعين في حماة يمكن أن يفسر بشك السلطات بوجود الثوار السوريين هناك، خصوصاً أن من يعرف جغرافياً حماة سيدرك أن صغر حجم الحي، وشعبيته الواضحة، وتداخل أبنيته تجعل من اقتحامه مهمة شبه مستحيلة، ما يجعل استخدام الجيش للقصف المدفعي هو الحل شبه الوحيد.
ويبدو أن حماة التي تحملت أكبر كذبة لنظام البعث وحكم العسكرة، تعود اليوم من جديد إلى مخيلة كل سوري غاب عنه التاريخ قبل 30 عاماً، ولكنه عاد دفعة واحدة وبكل تفاصيله إلى أذهان الطرفين القاتل والمقتول، المُغتصِب والمُغتَصب.
وإن أدمن النظام تدجين الشعب، في المدارس والجامعات، فإن فشله في ذلك يبدو بأوضح تجلياته بخوفه من طلاب مدارس حماة.
وإن لم يخجل من اعتقال الأطفال، فإنه بالتأكيد تلقى أكبر صفعاته عندما اكتشف أن ما حدث قبل 30 عاماً في حماة لن تبقى طي النسيان والكتمان.
جثث متفحمة
هناك في حي الأربعين 5 جثث لا يمكن التعرف عليها بسبب احتراقها الكامل، والحي كله يغصّ بجثث ضحايا نظام اليوم.
ومن المؤكد أن لحظة الهول والتشرذم التي جعلت سوريا تصمت عن مجزرة حماة 1982، لا يمكن أن تتكرر اليوم.
قبل 30 عاماً استطاع النظام أن يقضي على أي محاولة للغضب الشعبي، ولكن ما يميز اليوم عن الأمس أن الشعب السوري أسقط نظرية (قمع تمرد مسلح في حماة)، ورفع الصوت دفاعاً عن حماة بكل المدن السورية بعد أن كان ولما يزيد على30 عاماً مجرد الهمس عن حماة جريمة تنهي صاحبها في ظلام سجن قد لا يخرج منه.
وإن كان الجيل الجديد من الشباب السوري لم يعلم سابقاً أنه تم سحب كل الكتب والصور والمقالات والبطاقات البريدية التي تحمل صور الكيلانية (منطقة تم مسحها بالكامل 1982 بعد أن وثقت من الأمم المتحدة كتراث معماري إنساني)، فإنه الآن أصبح يعرف تفاصيل ما حدث وقتها، وباتت معلومة أن بعض الفرق في الجيش العربي السوري قام وقتها بالتعاون مع سرايا الدفاع وجهاز المخابرات وميليشيات مسلحة بقصف البيوت والجوامع والكنائس والمستشفيات لمدة عشرين يوماً معلومة معروفة للجميع، وتم تداول أخبار الإعدامات الميدانية للمدنيين العزل من كل الأعمار والأجناس والأديان التي تمت حينها، عدا عن حالات الاغتصاب والسرقة والتعذيب.
قبل 30 عاماً تم مسح أحياء كاملة من حماة، وسقط الإنسان والحجر أمام حكم العسكر، ولكن ذلك لم يعد ممكناً اليوم أمام أنهار الدم التي سارت في كل مدن سوريا وخصوصاً حماة الجرح السوري القديم الحديث.
مملكة الصمت
صمتت حماة "مملكة الصمت" عقوداً، وحول النظام الأسدي على مدى 40 عاماً من حكمه الشعب إلى هتيف ضد عدو خارجي مغتصب لأرضه، كرد فعل غير واعٍ على أي عملية اغتصاب، متناسياً تحت القهر والإذلال الاغتصاب الحقيقي الذي جرى في الغرف الرئيسة للبيت الداخلي.
صمت الحمويون الناجون وفي عيونهم دمعة، وفي قلبهم جرح كبير من دمار شاهدوه، واغتصاب حضروه، ووحشية لم يتوقعوها، وهاجر أغلبهم خارج البلاد لينسى غضبه، بينما ارتدى البقية الأسود حداداً على أولاد لم يعرفوا إن كانوا بحكم الميتين أو المعتقلين، ونساء لم يعرفوا أهم أرامل أم زوجات معتقلين.
ولكن حماة اليوم أفقدت النظام صوابه، وأنزلت نصف مليون سوري إلى الشارع يهتفون ضد نظام الرئيس بشار الأسد، ورفعت أطول علم سوري في الثورة السورية، وقالت أخيراً "لا"، وأعلنت أنها لن تصمت كما صمتت قبل 30 عاماً.
كما حاصرت قوات النظام السوري مدارس حماة منذ صباح اليوم، ومنعت الطلاب من الدخول إلى المدارس واعتقلت بعضهم.
وإن كانت مجازر النظام السوري لا تصنف تحت أسباب معقولة يمكن أن يفكر بها المراقب، فإن استهدافها اليوم لحي الأربعين في حماة يمكن أن يفسر بشك السلطات بوجود الثوار السوريين هناك، خصوصاً أن من يعرف جغرافياً حماة سيدرك أن صغر حجم الحي، وشعبيته الواضحة، وتداخل أبنيته تجعل من اقتحامه مهمة شبه مستحيلة، ما يجعل استخدام الجيش للقصف المدفعي هو الحل شبه الوحيد.
ويبدو أن حماة التي تحملت أكبر كذبة لنظام البعث وحكم العسكرة، تعود اليوم من جديد إلى مخيلة كل سوري غاب عنه التاريخ قبل 30 عاماً، ولكنه عاد دفعة واحدة وبكل تفاصيله إلى أذهان الطرفين القاتل والمقتول، المُغتصِب والمُغتَصب.
وإن أدمن النظام تدجين الشعب، في المدارس والجامعات، فإن فشله في ذلك يبدو بأوضح تجلياته بخوفه من طلاب مدارس حماة.
وإن لم يخجل من اعتقال الأطفال، فإنه بالتأكيد تلقى أكبر صفعاته عندما اكتشف أن ما حدث قبل 30 عاماً في حماة لن تبقى طي النسيان والكتمان.
جثث متفحمة
هناك في حي الأربعين 5 جثث لا يمكن التعرف عليها بسبب احتراقها الكامل، والحي كله يغصّ بجثث ضحايا نظام اليوم.
ومن المؤكد أن لحظة الهول والتشرذم التي جعلت سوريا تصمت عن مجزرة حماة 1982، لا يمكن أن تتكرر اليوم.
قبل 30 عاماً استطاع النظام أن يقضي على أي محاولة للغضب الشعبي، ولكن ما يميز اليوم عن الأمس أن الشعب السوري أسقط نظرية (قمع تمرد مسلح في حماة)، ورفع الصوت دفاعاً عن حماة بكل المدن السورية بعد أن كان ولما يزيد على30 عاماً مجرد الهمس عن حماة جريمة تنهي صاحبها في ظلام سجن قد لا يخرج منه.
وإن كان الجيل الجديد من الشباب السوري لم يعلم سابقاً أنه تم سحب كل الكتب والصور والمقالات والبطاقات البريدية التي تحمل صور الكيلانية (منطقة تم مسحها بالكامل 1982 بعد أن وثقت من الأمم المتحدة كتراث معماري إنساني)، فإنه الآن أصبح يعرف تفاصيل ما حدث وقتها، وباتت معلومة أن بعض الفرق في الجيش العربي السوري قام وقتها بالتعاون مع سرايا الدفاع وجهاز المخابرات وميليشيات مسلحة بقصف البيوت والجوامع والكنائس والمستشفيات لمدة عشرين يوماً معلومة معروفة للجميع، وتم تداول أخبار الإعدامات الميدانية للمدنيين العزل من كل الأعمار والأجناس والأديان التي تمت حينها، عدا عن حالات الاغتصاب والسرقة والتعذيب.
قبل 30 عاماً تم مسح أحياء كاملة من حماة، وسقط الإنسان والحجر أمام حكم العسكر، ولكن ذلك لم يعد ممكناً اليوم أمام أنهار الدم التي سارت في كل مدن سوريا وخصوصاً حماة الجرح السوري القديم الحديث.
مملكة الصمت
صمتت حماة "مملكة الصمت" عقوداً، وحول النظام الأسدي على مدى 40 عاماً من حكمه الشعب إلى هتيف ضد عدو خارجي مغتصب لأرضه، كرد فعل غير واعٍ على أي عملية اغتصاب، متناسياً تحت القهر والإذلال الاغتصاب الحقيقي الذي جرى في الغرف الرئيسة للبيت الداخلي.
صمت الحمويون الناجون وفي عيونهم دمعة، وفي قلبهم جرح كبير من دمار شاهدوه، واغتصاب حضروه، ووحشية لم يتوقعوها، وهاجر أغلبهم خارج البلاد لينسى غضبه، بينما ارتدى البقية الأسود حداداً على أولاد لم يعرفوا إن كانوا بحكم الميتين أو المعتقلين، ونساء لم يعرفوا أهم أرامل أم زوجات معتقلين.
ولكن حماة اليوم أفقدت النظام صوابه، وأنزلت نصف مليون سوري إلى الشارع يهتفون ضد نظام الرئيس بشار الأسد، ورفعت أطول علم سوري في الثورة السورية، وقالت أخيراً "لا"، وأعلنت أنها لن تصمت كما صمتت قبل 30 عاماً.