×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

ليبرمان: مصر قد تشكل خطراً على إسرائيل يفوق النووي

 يتعاظم القلق الاستراتيجي في إسرائيل حيال مستقبل العلاقة الاستراتيجية مع مصر ومصير معاهدة السلام منذ سقوط نظام مبارك وسيطرت "القوى الإسلامية" على البرلمان عشية الانتخابات الرئاسية المصرية، هذا القلق الذي يناقش في كواليس صنع القرار الإسرائيلية، وجد تعبيره في "مذكرة تحذير" خطية سلمها وزير الخارجية الإسرائيلي إلى رئيس الوزراء بنيامين نتياهو سربتها الصحافة الإسرائيلية.

ودعا ليبرمان في المذكرة إلى "اتخاذ قرار شجاع بإعادة تشكيل فيلق الجنوب في الجيش الإسرائيلي الذي سبق وحل مع توقيع معاهدة كامب ديفيد للسلام بين تل ابيب والقاهرة، وتشكيل ثلاثة ألوية قتالية جيدة التدريب، ورصد موازنة خاصة لمواجهة أي سيناريو لخرق مصري للاتفاق بإدخال قوات مدرعة إلى سيناء".

وأضاف ليبرمان إلى أنه في ضوء التطورات في مصر، قد تبحث السلطة المقبلة عن "عدو خارجي" لتوحد الشعب ضده، وإسرائيل هي المرشح الأقوى.

ورأى ليبرمان أن التحول الاستراتيجي في مصر قد يسوق خطرا أكبر من الخطر النووي على إسرائيل، لأنها الدولة العربية الأكبر ولها حدود طويلة مع إسرائيل.
جدار أمني وإجرءات استثنائية
هاجس التحول الاستراتيجي في العلاقة مع مصر ما بعد مبارك يقض مضاجع الجيش الاسرائيلي أيضا، لاسيما ما يتعلق بالواقع الأمني في شبه جزيرة سيناء منذ الهجوم المسلح الذي أدى إلى مقتل 7 إسرائيليين، ففي أغسطس الماضي هناك إجراءات أمنية استثنائية في المنطقة الحدودية، حيث يتم إغلاق شارع رقم 12 المحاذي للحدود في ساعات الليل، وتمت زيادة عدد القوات العسكرية الإسرائيلية وجلبت وحدات قتالية جيدة التدريب، إضافة إلى ذلك يبني الجيش الإسرائيلي قاعدة عسكرية كبيرة قرب الحدود.

فيما تتواصل أعمال بناء سياج حدودي بارتفاع 8 أمتار، وطول 213 كيلومترا يبدأ عند معبر كرم أبو سالم في قطاع غزة، وينتهي غرب مدينة إيلات في أقصى جنوب إسرائيل، استكمل بناء 100 كيلومتر منه تقريبا.

وبحسب مصادر إسرائيلية فإن إسرائيل بنت في الضفة الغربية وعلى حدود مصر أكثر من 300000 كيلومتر من الجدران وتنوي بناء جدار على امتداد الحدود مع الأردن أيضا، ويستهلك الجدار الحديدي على حدود مصر نحو 20% من كمية الحديد المستخدمة في إسرائيل حاليا.
الاتصالات الأمنية لم تنقطع بين الجانبين
على الرغم من التخوف الإسرائيلي على ما يحمله مستقبل العلاقة مع مصر من تحولات، وربما تهديدات، اعترفت مصادر الجيش الإسرائيلي أن الاتصالات الأمنية مع الجانب المصري مستمرة بحيث يتم اللقاء مرة كل أسبوعين مرة على الجانب الإسرائيلي ومرة على الجانب المصري من الحدود.

وفي حالات الطوارئ في أعقاب هجمات كالاستهداف الصاروخي لإيلات الأخير يتم التنسيق على أساس يومي بين الجانبين، ومع ذلك تدعي إسرائيل بأن ثمة فوضى أمنية في سيناء وعجز الجيش المصري عن ضبط الأمور فيها.

وتدعي إسرائيل بأن خلايا ما تسميه "الجهاد العالمي" المقرب من فكر القاعدة تنتشر في سيناء، وأن فصائل فلسطينية تشن هجمات وتخطط لأخرى عبر التسلل من غزة الى سيناء.

ولعل ما يلفت النظر عند التجول عل امتداد المنطقة الحدودية الجنوبية مشهد جنود مصريين في نقاط و"استحكامات" حراسة يشخصون صوب سيناء، وليس تجاه إسرائيل لمنع عمليات التسلل للأفارقة إلى إسرائيل، ومنع هجمات مسلحة عبر الحدود المصرية على أهداف إسرائيلية، وهو تطور استجد بعد الهجوم الأخير الذي نفذه مقاتلون على أهداف عسكرية ومدنية إسرائيلية.
تحذير الإسرائيليين من سيناء
على أثر ما وصف بمعلومات استخباراتية ساخنة، جددت "هيئة مكافحة الإرهاب" التابعة لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي تحذيرها للإسرائيليين من زيارة سيناء، وطالبت كل إسرائيلي يتواجد في شبه الجزيرة المصرية بمغادرتها فورا والعودة لإسرائيل، وادعت أن 13 تنظيما "إرهابيا" يخططون لخطف أو قتل إسرائيليين.

وبحسب معلومات "المهدنت" فإن الجنود الإسرائيليين على معبر طابا يحذرون الإسرائيليين من دخول سيناء ويسلمون كل إسرائيلي يصر على الدخول كتابا رسميا يرفق بجواز السفر يستعرض المخاطر القائمة ويحمله المسؤولية، كما يتم التذكير بمكبرات الصوت في عين المكان بالتحذيرات ذاتها.

يشار إلى أن 9000 شخص دخلوا سيناء من معبر طابا الشهر الماضي، معظمهم من الأجانب، فيما تقتصر زيارات الإسرائيليين باستثناء قلة منهم على فنادق طابا والكازينو القريب من النقطة الحدودية، وقد كانت سيناء من أكثر المواقع جذبا للسياح الإسرائيليين قبل الثورة في مصر، وكان يقصدها عشرات الآلاف منهم سنويا.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر