زيارة نجاد لـ "أبوموسى" ضرب من التعصب المزيف
أبريل 21, 2012 08:31 مساءً
اعتبر السياسي الإيراني بابك داد زيارة أحمدي نجاد لجزيرة أبوموسى "ضرباً من التعصب القومي المزيّف المثير للغثيان".
يأتي هذا بينما يستمر الإعلام الرسمي الإيراني بالترويج لما يسميه بـ"مبادرة الرئيس"، في إشارة إلى زيارته للجزيرة، والتي أعيد بسببها فتح قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران، "طنب الصغري"، و"طنب الكبرى"، و"أبوموسى".
واعتبر البعض الرئيس أنه لم يكن يستطيع القيام بمثل هذه "المبادرة" دون استشارة المرشد الأعلى في البلاد، ويعني أن الزيارة ليست مبادرة شخصية منه أو من التيار الذي بات يطلق عليه خصومه "التيار المنحرف".
ورفعت إيران خلال الأيام الأخيرة رسالة إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة رداً على الشكوى التي تقدمت بها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ضدها، على خلفية زيارة أحمدي نجاد إلى جزيرة "أبوموسى"، واعتبرت طهران في رسالتها أن "الزيارة تمت في إطار السيادة الوطنية على كامل الأراضي الإيرانية".
وتعتبر دول مجلس التعاون الجزر الثلاث ملكاً تاريخياً للإمارات، وتدعو دائماً إيران إلى حلّ النزاع القائم عبر التفاوض المباشر، أو الاحتكام إلى مؤسسات الأمم المتحدة.
وشكّك داد - الذي اضطر إلى مغادرة البلاد بعد الأزمة السياسة التي عصفت بإيران بعد الانتخابات الرئاسية في عام 2009 - بما وصفه بالتحرك المفاجئ لهؤلاء الانقلابيين في إثارة النزعات القومية والوطنية بدوافع مزّيفة تثير للغثيان".
الهجوم خير وسيلة للدفاع
وأحمدي نجاد - الذي كان هدفاً لنبال نواب البرلمان من خلال العديد من الانتقادات - حاول لفت الأنظار والأذهان عنه، كما سعى بإثارة النعرات القومية والوطنية إلى حشد الموالين والمعارضين ليصبح البطل المقدام، أو يحد من كرههم له على أقل التقدير.
ويعتقد البعض أنه رغم افتقار نجاد إلى التجارب العسكرية فإنه أراد السير على النظرية العسكرية القائلة بأن "الهجوم هو خير سبل الدفاع".
ويعتبر بابك داد هذا التوجه المفاجئ في هذا الظرف الزمني الحرج أمراً نتج عن فكرة لدى الانقلابيين، مفادها أن "الدفاع عن كامل التراب الوطني" بإمكانه أن يثير "المشاعر الوطنية" لدى الإيرانيين.
ويقول إنهم يريدون "أن يتم اعتبار الدفاع عن بقاء إيران على الخارطة في حال وقوع حرب يساوي أو يعني بقاء النظام على قيد الحياة، ولو كان هو نفسه معادياً لإيران".
ويرى هذا الكاتب في مقالته المنشورة على موقع "كويا نيوز" أن إطار التفكير لدى القيادة الإيرانية يرغمهم على القناعة بأن الحرب مع دول الغرب آتية ولا مفر منها. إذاً يقول هؤلاء لماذا لا نتقدّم نحن للحرب، ولِمَ لا ندخل البلاد في المستنقع الذي نقع فيه؟"، أي "عليّ وعلى أعدائي يا رب".
ونوّه الكاتب إلى حديث علي خامنئي عن "التهديد في مقابل التهديد"، معتبراً أن تصريحات خامنئي "أوحت لكبار مسؤولي الحكومة والدولة وبعض القيادات العسكرية في إيران أن تضرب كافة متطلبات الحنكة والتريث والتدبر عرض الحائط وتتفوّه بأقوال مثيرة ومستفزة، بل معادية لدول الجوار والعالم بأسره".
الملف النووي
وأضاف: "إن محور هذه الحرب الكلامية القائمة ليس "إيران"، وإنما هو السعي وراء الإبقاء على هذا النظام فحسب".
وأكد أن "الانقلابيين" ينوون اتباع منهج "الضربة الأولى" تجاه الغرب ومتحديهم في المنطقة، ويحاولون التهيئة لـ"أرضية من الوطنية"، يتم توظيفها في أية حرب قادمة لجعل الشعب يقف إلى جانب الحكومة لجرّ الناس إلى أتون الحرب بدافع القومية والوطنية وما إلى ذلك.
وكتب بابك داد: يعرف المسؤولون جيداً أن "الملف النووي" لا يجلب انتباه الناس وتحمسهم بقدر ما يرام، ولا يرغب الناس بدفع الثمن من أجل التطلعات النووية لقيادة البلاد. أي بمعنى آخر فلا يدافع الإيرانيون عن النظام بدافع الذود عن مشروعه الذري. إذاً فقد ارتأى أصحاب القرار في إيران أنه من الأفضل تحريك المشاعر الوطنية لتحفيز المناصرين وربّما المعارضين - والقول ما زال لبابك - للالتفاف حول القيادة في إيران.
ويقول الكاتب: إنهم يعلمون جيداً أن التبجح أو التستر بالدين وشعاراته أيضاً لا يدفع الناس إلى جبهات الحرب في زمن كثر الحديث فيه عن فساد رجال الدين الممسكين بزمام أمور البلاد. ويضيف بابك: "ولا ننسى أن الإيرانيين ليسوا أغبياء".
وأشار هذا الصحافي المعارض إلى الوضع المأساوي لكثير من الإيرانيين بقوله: "لو كان أحمدي نجاد مولعاً وتواقاً حقاً للذود عن إيران، لكان قد سمع صرخات الرجل العجوز الذي صرخ في وجهه في بندر عباس قبيل ذهابه إلى أبوموسى صرخة المتضمر اليائس: "إني جوعان.. إني جوعان"، ولكان قد مات خجلاً من الذلّ والهوان المنهال على العباد من جراء الإدارة السيئة للبلاد".
يأتي هذا بينما يستمر الإعلام الرسمي الإيراني بالترويج لما يسميه بـ"مبادرة الرئيس"، في إشارة إلى زيارته للجزيرة، والتي أعيد بسببها فتح قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران، "طنب الصغري"، و"طنب الكبرى"، و"أبوموسى".
واعتبر البعض الرئيس أنه لم يكن يستطيع القيام بمثل هذه "المبادرة" دون استشارة المرشد الأعلى في البلاد، ويعني أن الزيارة ليست مبادرة شخصية منه أو من التيار الذي بات يطلق عليه خصومه "التيار المنحرف".
ورفعت إيران خلال الأيام الأخيرة رسالة إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة رداً على الشكوى التي تقدمت بها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ضدها، على خلفية زيارة أحمدي نجاد إلى جزيرة "أبوموسى"، واعتبرت طهران في رسالتها أن "الزيارة تمت في إطار السيادة الوطنية على كامل الأراضي الإيرانية".
وتعتبر دول مجلس التعاون الجزر الثلاث ملكاً تاريخياً للإمارات، وتدعو دائماً إيران إلى حلّ النزاع القائم عبر التفاوض المباشر، أو الاحتكام إلى مؤسسات الأمم المتحدة.
وشكّك داد - الذي اضطر إلى مغادرة البلاد بعد الأزمة السياسة التي عصفت بإيران بعد الانتخابات الرئاسية في عام 2009 - بما وصفه بالتحرك المفاجئ لهؤلاء الانقلابيين في إثارة النزعات القومية والوطنية بدوافع مزّيفة تثير للغثيان".
الهجوم خير وسيلة للدفاع
وأحمدي نجاد - الذي كان هدفاً لنبال نواب البرلمان من خلال العديد من الانتقادات - حاول لفت الأنظار والأذهان عنه، كما سعى بإثارة النعرات القومية والوطنية إلى حشد الموالين والمعارضين ليصبح البطل المقدام، أو يحد من كرههم له على أقل التقدير.
ويعتقد البعض أنه رغم افتقار نجاد إلى التجارب العسكرية فإنه أراد السير على النظرية العسكرية القائلة بأن "الهجوم هو خير سبل الدفاع".
ويعتبر بابك داد هذا التوجه المفاجئ في هذا الظرف الزمني الحرج أمراً نتج عن فكرة لدى الانقلابيين، مفادها أن "الدفاع عن كامل التراب الوطني" بإمكانه أن يثير "المشاعر الوطنية" لدى الإيرانيين.
ويقول إنهم يريدون "أن يتم اعتبار الدفاع عن بقاء إيران على الخارطة في حال وقوع حرب يساوي أو يعني بقاء النظام على قيد الحياة، ولو كان هو نفسه معادياً لإيران".
ويرى هذا الكاتب في مقالته المنشورة على موقع "كويا نيوز" أن إطار التفكير لدى القيادة الإيرانية يرغمهم على القناعة بأن الحرب مع دول الغرب آتية ولا مفر منها. إذاً يقول هؤلاء لماذا لا نتقدّم نحن للحرب، ولِمَ لا ندخل البلاد في المستنقع الذي نقع فيه؟"، أي "عليّ وعلى أعدائي يا رب".
ونوّه الكاتب إلى حديث علي خامنئي عن "التهديد في مقابل التهديد"، معتبراً أن تصريحات خامنئي "أوحت لكبار مسؤولي الحكومة والدولة وبعض القيادات العسكرية في إيران أن تضرب كافة متطلبات الحنكة والتريث والتدبر عرض الحائط وتتفوّه بأقوال مثيرة ومستفزة، بل معادية لدول الجوار والعالم بأسره".
الملف النووي
وأضاف: "إن محور هذه الحرب الكلامية القائمة ليس "إيران"، وإنما هو السعي وراء الإبقاء على هذا النظام فحسب".
وأكد أن "الانقلابيين" ينوون اتباع منهج "الضربة الأولى" تجاه الغرب ومتحديهم في المنطقة، ويحاولون التهيئة لـ"أرضية من الوطنية"، يتم توظيفها في أية حرب قادمة لجعل الشعب يقف إلى جانب الحكومة لجرّ الناس إلى أتون الحرب بدافع القومية والوطنية وما إلى ذلك.
وكتب بابك داد: يعرف المسؤولون جيداً أن "الملف النووي" لا يجلب انتباه الناس وتحمسهم بقدر ما يرام، ولا يرغب الناس بدفع الثمن من أجل التطلعات النووية لقيادة البلاد. أي بمعنى آخر فلا يدافع الإيرانيون عن النظام بدافع الذود عن مشروعه الذري. إذاً فقد ارتأى أصحاب القرار في إيران أنه من الأفضل تحريك المشاعر الوطنية لتحفيز المناصرين وربّما المعارضين - والقول ما زال لبابك - للالتفاف حول القيادة في إيران.
ويقول الكاتب: إنهم يعلمون جيداً أن التبجح أو التستر بالدين وشعاراته أيضاً لا يدفع الناس إلى جبهات الحرب في زمن كثر الحديث فيه عن فساد رجال الدين الممسكين بزمام أمور البلاد. ويضيف بابك: "ولا ننسى أن الإيرانيين ليسوا أغبياء".
وأشار هذا الصحافي المعارض إلى الوضع المأساوي لكثير من الإيرانيين بقوله: "لو كان أحمدي نجاد مولعاً وتواقاً حقاً للذود عن إيران، لكان قد سمع صرخات الرجل العجوز الذي صرخ في وجهه في بندر عباس قبيل ذهابه إلى أبوموسى صرخة المتضمر اليائس: "إني جوعان.. إني جوعان"، ولكان قد مات خجلاً من الذلّ والهوان المنهال على العباد من جراء الإدارة السيئة للبلاد".