×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

شباب سوريون يختفون والمخابرات تنكر مسؤوليتها

 تبدو سوريا وهي تودع أبناءها كالأم الثكلى التي أقسمت أن تودعهم واحداً تلو الآخر لتلد غيرهم مرسلة إياهم إلى التظاهرات ومن ثم تستقبلهم من جديد بدموعها ودمائها.

وإن تقبلت والدة القتيل أنها فقدت ابنها فداء لكرامتها وكرامة وطنها، تبقى غصة الأم التي لا تعرف مكان ولدها أكبر من أن تحتمل.

شباب يختفون فجأة دون أن يدري أحد أين هم، ومن المعروف أن أحداً لا يجرؤ على السؤال عن أي شخص يختفي فجأة سواء من بيته أو من الشارع وأحياناً من المقهى.

الاختفاء في سوريا قصة تبدأ باحتمال التعذيب ولا تنتهي باحتمال الموت، وربما يكون اختفاء شابين من منطقة المزة قبل حوالي شهر ونصف ومن ثم رميهما في أحد الشوارع جثتين هامدتين تبدو آثار التعذيب عليهما واضحة هي المفجر الرئيسي والمباشر للمظاهرات التي بدأت ولم تهدأ في المزة يقلب دمشق.
عاصم حمشو

اختفى عاصم حمشو في ذات اليوم الذي خرجت فيه ريم الدالي "ذات الرداء الأحمر" حاملة لافتة كتب عليها "أوقفوا القتل" أمام مجلس الشعب قبل ثلاثة أيام، وبحسب ما كتبته الممثلة والناشطة ريم على صفحتها في "الفيسبوك" فإنه تصادف وجودها في نفس وقت وقوف ريما، فنزلت من سيارتها ليجلس عاصم مكانها.

ريم علي اقتيدت مع من اقتيدوا إلى فرع الأمن، وعندما خرجت من هناك ذهبت لتأخذ السيارة لم تجدها ولم تجد عاصم بالطبع أيضاً.

وإلى الآن لم يعرف أهل أو أصدقاء عاصم مكان وجوده أو جريمته التي يبدو إلى الآن أنها محصورة بتواجده في نفس المكان الذي رفعت فيه لافتة "أوقفوا القتل".

يذكر أن عاصم "31 سنة" عمل في مجال مناهضة العولمة وناشط سياسي.. اعتقل في نهاية السنة الماضية لمدة شهرين في الأمن السياسي وشهرين في سجن عدرا وتم توجيه اتهامات عديدة له ولمجموعة من رفاقه كالتحريض وإثارة النعرات الطائفية..

عاصم ليس أول الشباب المفقودين ولا آخرهم، وما يجعلنا نخاف من ذكر أسماء آخرين فالسبب يعود لخوف الأهل الشديد على حياة أولادهم.

الشباب السوريون يختفون لمجرد الشك بأنهم حلموا يوماً ما بالحرية.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر