×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

محاكم طلابية جماهيرية داخل حرم الجامعات المغربية

 تشهد ساحات عدد من الجامعات المغربية "مُحاكَمات" جماهيرية رمزية يقيمها طلبة في حق المخالفين، سواء كانوا طلبة أيضا أو أساتذة أو رجال شرطة أو مُخبرين تابعين لإدارة الكلية، وغيرهم ممن ثبت لدى الطلبة "القضاة" أنهم أساؤوا لحرم الجامعة ومبادئها وأخلاقياتها.

وتُقام المحاكمة في ساحة الجامعة من قبل جمع من الطلبة الشهود على "جُرْم" المتهم الذي يكون في غالب الأحيان معصب العينين حتى لا يعرف هوية من يحاكمونه بالتحديد، فيتم التداول في قضيته بإبداء مختلف الآراء في حقه، لتنتهي المحاكمة إما بطرد "المتهم" إذا كان طالبا، وإما بحلق رأسه وركله إن كان لصا اعتدى على حرمة الجامعة، أو بكيل الشتائم والوعيد في حالة إذا كان الجاني مُخبرا أو رجل أمن داخل الجامعة.
محاولة تحرش بطالبة

وقال محمد الشيحي، العضو في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، إن هذه المحاكمات "الجماهيرية" هي أعمال رمزية تهدف الى صون حرمة الجامعات وقدسيتها، خاصة بعد التحولات الكبيرة التي شهدتها رحاب الجامعة المغربية في السنوات الأخيرة.

وشرح الشيحي أن الجامعة فقدت "تلك الهالة التي كانت تحيط بها خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم"، مضيفاً أن إقامة محاكمات طلابية لمرتكبي التحرش الجنسي أو السرقة أو غيرها من الاعتداءات داخل الحرم الجامعي تهدف الى إعادة الجامعات إلى سابق هيبتها.

وكانت ساحة جامعة الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط مسرحا، قبل أيام قليلة، لواقعة محاكمة طلبة الكلية لأستاذ جامعي تحرش بطالبة ضرب معها موعدا، فتصنعت أمامه الموافقة لكنها أخبرت زملاءها الطلبة بالقصة، فما كان منهم إلا أن أوقفوا الأستاذ متلبسا، ليحيلوه إلى محاكمة جماهيرية أمام جمع من الطلبة بتهمة "التحرش الجنسي".
إيجابيات وسلبيات

وأكد الخبير التربوي محمد الصدوقي أن المتتبع لتاريخ الجامعة المغربية يدرك أن لهذه الجامعة وظائف وتقاليد عريقة صنعتها الحركة الطلابية، منها: التأطير الإيديولوجي والسياسي للطلبة وذلك عبر عدة آليات منها لجان اليقظة، والمحاكمات الطلابية لبعض الطلبة أو موظفي الجامعة.

وأوضح الصدوقي أن لهذه المحاكمات إيجابيات إذ أنها تشكل آلية تنظيمية لضبط المجال الجامعي إيديولوجيا وأخلاقيا وتعد نوعا من المساهمة الإيجابية للطلبة في تصحيح بعض الانحرافات السلوكية أو الإدارية كما أنها نوع من التنشئة الاجتماعية والتربوية.

وأضاف الصدوقي أن هذه المحاكمات تعبر عن الحياة الديمقراطية للجامعة المغربية، حيث يشارك الطلبة بكل حرية في تدبير وضبط بعض شؤونها.

وبخصوص الجوانب السلبية لهذه المحاكمات الطلابية، أفاد الصدوقي بأن هناك من يعتبر أنها تجاوزا للاختصاصات النظامية لبعض المؤسسات، كما أن بعض المحاكمات قد تتحول إلى وسيلة لتصفية بعض الحسابات الإيديولوجية أو التنظيمية بين التيارات الطلابية، مبتعدة عن مفهوم المحاكمة العادلة بمعناها القانوني.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر