×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

محللون: المجزرة الأمريكية فى أفغانستان تعجل بانسحاب القوات الأجنبية قبل 2014

 صحيفة المهد _ متابعات أثار حادث المجزرة التى قام بها الجندى الأمريكى بحق 16 مدنيا أفغانيا توترات جديدة بين الولايات المتحدة وأفغانستان، وزادت من فرص الاستقرار لدى القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة على الأراضى الأفغانية، وربما يعجل هذا الحادث بانسحاب قوات الناتو قبل الخريطة المعلنة فى عام 2014.


زاد هذا الحادث من انعدام الثقة بين واشنطن وكابول، وآثار غضب الشعب الأفغانى، حيث لم يستمر الأمر طويلا بعد حرق المصاحف فى قاعدة عسكرية أمريكية فى أفغانستان، والتى أدت إلى ردود فعل عنيفة.

ويقول مسئولون فى وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إن الجندى الأمريكى الذى قتل المدنين الأفغانيين، أصيب بـ "سكتة دماغية" فى عام 2012، وعاد للخدمة مجدد، وقد يكون هذا التأثير مسيطر عليه وقت ارتكاب الحادث.

وقال محللون ومسئولون أمريكيون، إنهم يعتقدون أن الولايات المتحدة ستظل على المسار الصحيح، والتى وضعته للانسحاب من أراضى كابول بحلول نهاية عام 2014، بالرغم من أن العملية ستكون أكثر صعوبة.

وأشار مايكل أوهاتلون، زميل بارز فى معهد بروكينجز لشبكة "CNN" الأمريكية، إلى أنه "لا يوجد حتى الآن خيار، والأفغان لا يزالون غير مستعدين للتعامل مع مشاكلهم بدون واشنطن".

وقال سيث جونز، وهو عالم سياسى بارز فى منظمة راند البحثية، "بالتأكيد على أن هذا الحادث يزيد من التوتر بين الولايات المتحدة والأفغان، ولكن لا أعتقد أن هذه هى نقطة التحول". وأوضح "القضية الأساسية هى ما إذا كانت العشائر الأفغانية المحلية، وفروع القبائل ستستمر فى العمل مع القوات الأمريكية والأفغانية كجزء من عملية الانتقال".

وأصرت إدارة أوباما، أمس الاثنين، أن عمليات قتل المدنيين، هى حالة مأساوية مروعة، ولن تغير من الأهداف، أو توقيف لاستراتيجية الولايات المتحدة، وسيعمل المسئولون على تسليم المسؤولية الأمنية للقوات الأفغانية كما هو متفق.

وقال أوهانلون من معهد بروكينجز "إن تداعيات إطلاق النار، قد تضر الجهود الرامية إلى التفاوض على شراكة استراتيجية طويلة الأمد مع أفغانستان تهدف إلى الحفاظ على دعم الولايات المتحدة بعد انتهاء مهمة عسكرية رسمية".

ومن جانبه أعلن وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا، أن الجندى الأمريكى المشتبه بأنه قتل 16 مدنيا أفغانيا قد يواجه حكم الإعدام فى حال أدانه القضاء العسكرى. وقال للصحفيين، إن المشتبه بارتكابه مجزرة بحق مدنيين، ومن بينهم نساء وأطفال سوف يحال أمام محكمة ميدانية حسب القانون العسكرى الأمريكى الذى ينص على عدد من العقوبات، ومن بين العقوبات التى ينص عليها، الحكم بالإعدام. وبعد أن أعرب عن أسفه "للخسائر المرعبة فى الأرواح البشرية" أوضح بانيتا أن دوافع عمليات القتل لم تعرف بعد.

كما علق الرئيس الأمريكى باراك أوباما قائلا "إن قيام جندى أمريكى بقتل 16 مدنيا أفغانيا فى إطلاق نار عشوائى هو سبب آخر للمضى قدما فى تنفيذ خطط انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان. وقال فى مقابلة تليفزيونية، إن الحادث "يجعلنى أكثر تصميما على العمل لضمان إعادة جنودنا إلى الوطن". "لقد حان الوقت.. مر عقد من الزمن.. وبصراحة فإننا الآن بعد أن نلنا من أسامة بن لادن، وأضعفنا القاعدة فإننا فى موقف أقوى لبدء عملية الانتقال مما كنا قبل عامين أو ثلاثة".

لكن أوباما قال أيضا إنه لا يعتقد أنه ينبغى أن يكون هناك "تسرع فى الخروج"، وأن عملية الانسحاب يجب أن تنفذ بطريقة مسئولة. وسيستضيف أوباما زعماء دول حلف شمال الأطلسى فى قمة فى مايو، التى ستركز على تحديد خطط لتقليص تدريجى للقوات الغربية، وتسليم مهمة حفظ الأمن للقوات الأفغانية، ومن المتوقع أن تنسحب معظم القوات الغربية من أفغانستان بحلول نهاية 2014.

وقد تظاهر حوالى 400 طالب أفغانى ضد الولايات المتحدة فى جلال آباد كبرى مدن شرق أفغانستان فى أول تجمع احتجاجى يجرى فى هذا البلد بعد المجزرة التى نفذها جندى أمريكى، وراح ضحيتها 16 مدنيا، الأحد، بحسب ما أفاد شهود فى المكان. ووقعت المجزرة بعدما أحرق جنود أمريكيون مصاحف فى قاعدة باجرام الأمريكية شمال كابول، ما أثار موجة تظاهرات عنيفة معادية للأمريكيين أوقعت حوالى 40 قتيلا فى البلاد.

ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها شعارات معادية للولايات المتحدة والرئيس الأمريكى باراك أوباما منها "الجهاد السبيل الوحيد لطرد المحتلين الأمريكيين من أفغانستان"، وسار المتظاهرون هاتفين "الموت لأمريكا، الموت لأوباما"، مطالبين بمحاكمة الجندى الأمريكى علنا فى أفغانستان، وقطعت التظاهرة الطرق الرئيسية بين جلال أباد والعاصمة كابول.

وكان البرلمان الأفغانى "طلب بحزم" من الحكومة الأمريكية أن تتم مقاضاة مرتكب المجزرة "فى محاكمة علنية أمام الشعب الأفغانى"، من جهتها دعت السفارة الأمريكية فى كابول رعاياها إلى لزوم الحذر الشديد فى الأيام المقبلة تحسباً لقيام تظاهرات معادية "خصوصا فى الشرق والجنوب".

ومن جانبها هددت حركة طالبان الأفغانية، بقطع رقاب جنود أمريكيين للانتقام من حادث إطلاق النار العشوائى فى إقليم قندهار المضطرب، والذى قتل فيه جندى أمريكى 16 مدنيا أفغانيا. وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان فى بيان بالبريد الإلكترونى، مستخدما الاسم الذى تستخدمه طالبان لوصف نفسها "الإمارة الإسلامية تنذر مرة أخرى البهائم الأمريكيين بأن المجاهدين سينتقمون منهم.. وبعون الله سنقتل ونقطع رقاب جنودكم السفاحين الساديين".

وكان الجندى الأمريكى الذى ارتكب المجزرة قد خدم فى العراق لمدة 3 سنوات، قبل أن ينتقل إلى أفغانستان فى يناير 2012، ويبلغ من العمر 30 عاما، وهو قناص مشاة مدرب على إطلاق النار على بعد 800 متر

التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر