الهلال والنصر.. مسلسل "نحر الحواشي" بدأ

 
بقيت خمسة أيام وبضع ساعات، قبل أن ينفخ الحكم "الغريب" بعض الهواء في صافرته، لتبدأ مباراة الهلال والنصر، في نهائي بطولة كأس ولي العهد.
خمسة أيام، سيبلغ فيها الترقب ذروته، وسيمضغ التوتر الأعصاب قبل أن يبصقها في سلة النسيان، وسيكون لسان الشتائم ممدوداً في وجوه الخصوم، وستستحم الكلمات في حوض الجمل الخارجة عن النص، قبل أن تجفف نفسها بما تيسر من الاستغفار.

خمسة أيام ستسقط ورقاتها واحدة تلوى الأخرى، حتى يتبين الخيط الأزرق من الأصفر، ويقف البطل فوق ظهر المنصة، ثم يقول: ها أنا ذا.

لكن ما الذي حدث قبل هذه الأيام الخمسة؟ هل بسط الهدوء نفوذه، أم أن الغضب بلغ أشده، واختلط هزله بجدّه؟

الحقيقة أن ما حدث هو خليط من كل شيء، الغضب في صورة ساخرة، والهدوء في هيئة قذف مبطن، والازدراء يتقمص شخصية الأب الذي يحذّر أولاده من التدخين، فيما سيجارته تتأرجح بين إصبعيه.

يمكن القول إن مسلسل "نحر الحواشي" بدأ.. العهود قطعت، وأحيطت بـ"قسم غليظ" حتى لا تفرّ من قبضة الوعد، إذ ألزم نصراوي نفسه بذبح "ثمانية حواشي" إن ذهبت الكأس إلى النصر.. وعلق فوق سياج الحظيرة التي تحوي إبله لوحة كتب فيها: "سأذبح ثمانية حواشي.. المحلية والعالمية صعبة قوية يا هلال".

بينما غرد هلالي في "تويتر": "قم بثلاث خطوات لتصبح مشهوراً، قل إنك هلالي سابق والآن أصبحت نصراوياً، وقل إن محمد السهلاوي أسطورة، ثم اشتم الهلال".

أما الإعلامي عبدالله العجلان، فكتب في "تويتر" نفسه: "الهلال ثاني الدوري، ومتأهل لنهائي كأس ولي العهد، والأقوى هجوماً، والثاني دفاعاً، ومع هذا جمهوره زعلان منه وساخط عليه، ويراه الموسم الأسوأ له، إنه سر الزعامة".

ومثله، كتب مغرد ثانٍ: "الهلال أقوى خط هجوم في الدوري، أقوى خط دفاع في الدوري، سجل أسرع هدف في الدوري، وينافس على الدوري، ومتأهل إلى نهائي الكأس.. كل هذا وهو في أسوأ مستوياته".

وقريباً من زُمَر الإعلام، كتب مدير المركز الإعلامي بنادي الشعلة سابقاً مازن العسرج: "جماهير نصراوية تطالب لاعبي الشعلة بإيذاء محترف الهلال ويسلي"، وذلك بعد دقائق من بداية مباراتهما الدورية التي أقيمت البارحة الأولى في العاصمة الرياض، وأضحت هلالية بـ4 أهداف.

وفي "تويتر" أيضاً كتب مغرد: "لاعب نصراوي سابق يتمنى فوز الهلال بالنهائي.. سألته لماذا؟ قال لي: عندما يأكل أحدهم حقوقك ثم ينكرها، هل تتمنى له الخير؟".

وفي تندر مباشر، كتب مغرد نصراوي: "أعضاء شرف العالمي يشترون تذاكر المبارة النهائية ويقدمونها هدية لجماهيرهم، أما أعضاء شرف الهلال فيتساقطون كأوراق الخريف.. إنها البيئة يا سادة".

صور.. ومقارنات

هذه المعارك الصغيرة بين المعسكرين، استخدمت فيها الصور أحياناً، لشرح الحالة، أو التعبير عنها، فنشر أحدهم صورة ملتقطة من التلفزيون تجمع الأهلاوي أسامة هوساوي، والاتحادي أحمد الفريدي اللذين كانا قبل أقل من شهر هلاليين، وهما يتحدثان معاً ويبتسمان، وكتب عليها هذا الحوار المتخيل:
أسامة هوساوي: كم ترتيبك؟
أحمد الفريدي: السابع.. وأنت؟
أسامة هوساوي: الخامس.. ما طموحك؟
أحمد الفريدي: اللعب في كأس الملك.. وأنت؟
أسامة هوساوي: التأهل إلى آسيا.
ثم ختم المغرد هذا الحوار القصير بعبارة على لسانه، هي: "الهلال عز".

كما نشر آخر، صورة لمدرب الهلال السابق لاولاريو ‏كوزمين وكومهاجم الهلال الذي غادره الموسم الماضي كريستيان ويليهامسون، وهما يتعانقان بعد نهاية مباراه العين وبني ياس في الدوري الإماراتي.. وكتب معلقاً عليها: "جمعهما عشق الهلال".

أما أكثر الصور غرابة فكانت لطفل صغير يرتدي قميص النصر، ويبكي بحرقة.. شرحها الذي التقطها، بتغريدة كتب فيها: "طفل نصراوي يبكي بعد طرد باستوس" (ويقصد في مباراة الأصفر ضد العربي الكويتي).

عضوية شرف مفاجئة

أكثر المواضيع سخونة قبل الديربي الكبير والمهم، هو تقدم مشجع هلالي بطلب عضوية الشرف النصراوية، ودعم خزينة النادي بمليون ريال "عاجلة".. وشراء تذاكر المباراة النهائية وتوزيعها على جماهير النادي مجاناً.

لكن هذا التحول من الأزرق إلى الأصفر، لم يرق لكل النصراويين، وبعضهم توجس منه خيفة، فكتب أحدهم: "نطالب عضو الشرف تركي آل شيخ بالابتعاد عن النادي إلى ما بعد بطولة ولي العهد.. هذا الطلب من حق أي مشجع نصراوي"، وآزره ثانٍ بسؤال يقطر تهكماً: "آل الشيخ بالأمس كان هلالياً متعصباً، ووصلت به عصبيته أن يستهزئ بالنصر، واليوم جاء ليقول لنا: صرت نصراوياً".

لكن، وعلى النقيض تماماً من هذه الآراء الرافضة لوجود هلالي قديم في البيت الأصفر فجأة، فإن أصواتاً أخرى ترحب به، بل وتفتح له القلوب قبل الأبواب.. يقول أحد هؤلاء: "كفو يا العالمي .. تصرفك ذكي جداً، حتى الجماهير تتقبل تحولك الكبير من عضو شرف هلالي متعصب إلى عضو شرف نصراوي عالمي".

ودفاعاً عن فكرة التحول من الهلال إلى النصر، سواء حدثت في غمضة عين أم في سبعين خريفاً، فسر نصراويون هذا التصرف بقولهم: "تركي آل الشيخ.. كان هلالياً، وبعقلية كل هلالي نعرفها.. فجلس مع ماجد ثم عرف الطريق الصحيح وأصبح عضو شرف نصراوي.. فلنرحب به وندعمه ونؤيد موقفه". وأردف غيره: "الأمير محمد بن فيصل كان نصراوياً صميماً وأصبح هلالياً، وبعد ذلك أصبح رئيساً للهلال وحقق بطولات كثيره، فما المانع إذا أصبح تركي آل الشيخ عضو شرف نصراوي؟"، وزادهما ثالث: "يشرفنا تواجد تركي كعضو شرف نصراوي مثلما تراقصتم فرحاً بقدوم مشجع نصراوي لرئاسة أزرقكم.. تركي آل الشيخ أمس هلالي واليوم نصراوي وغداً اتحادي.. هذا زمن الاحتراف، طالما أنه يدفع، الباقي لا يهم".