ريال مدريد ومانشستر يونايتد.. ثلاث مواجهات في مباراة
فبراير 13, 2013 12:42 مساءًمباراة الليلة بين ريال مدريد الإسباني وضيفه مانشستر يونايتد الإنكليزي، في ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، والتي سيكون ملعب سانتياغو برنابيو في العاصمة مدريد مسرحاً لأحداثها، ليست مواجهة بين الفريقين فحسب، وإنما هي أيضاً مواجهة بين مدربين متقاربين هما البرتغالي جوزيه مورينهو "الابن" والاسكتلندي أليكس فيرغوسون "الأب الروحي".. ومواجهة بين المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وفريقه السابق مانشستر يونايتد للمرة الأولى منذ رحيله عن صفوفه للانضمام إلى الفريق الملكي.
وتعتبر مباراة مانشستر مع الريال أقوى مباريات هذا الأسبوع في ذهاب دور الـ 16 من دوري الأبطال.
بينما يحل بطل ألمانيا بوروسيا دورتموند ضيفاً على شاختار دونتسيك الأوكراني في مباراة اليوم الأخرى، وتلعب باقي فرق دور الـ 16 الثمانية الأخرى الأسبوع المقبل، حيث تجرى مباريات بورتو البرتغالي مع مقلة الإسباني، وأرسنال الإنكليزي مع بايرن ميونيخ الألماني، وإيه سي ميلان الإيطالي مع برشلونة الإسباني، وغلطة سراي التركي مع شالكة الألماني.
المواجهة الأولى
وفي آخر مواجهة بين المدربين تفوق فيرغسون في الدور عينه من موسم 2008-2009 عندما قاد يونايتد إلى الفوز 2-صفر بمجموع المباراتين على إنتر ميلان الإيطالي حين كان مورينهو مدربا للفريق.
وتعود المواجهة الأخيرة بين يونايتد وريال إلى ربع نهائي نسخة 2003 حين فاز ريال ذهابا 3-1 على أرضه، لكن رد يونايتد 4-3 إيابا لم يكن كافيا في مباراة رائعة ومجنونة سجل فيها البرازيلي رونالدو ثلاثية للفريق الإسباني على ملعب "أولد ترافورد" والبديل ديفيد بيكهام ثنائية ليونايتد.
ويسعى مورينهو لإنقاذ مسيرته مع ريال ومنحه لقبه الأول في المسابقة منذ 2002 والعاشر في تاريخه لتعزيز رقمه القياسي، وإلى تحقيق إنجاز شخصي بأن يصبح أول مدرب يحرز اللقب مع ثلاثة أندية مختلفة بعد بورتو (2004) وإنتر ميلان (2010).
ويعتمد المدرب على كتيبة من النجوم بقيادة رونالدو ومسعود أوزيل وسيرخيو راموس.
في المقابل يعول يونايتد في الهجوم على الهولندي روبن فان بيرسي والانطلاقات السريعة للاعبين مثل باتريس إيفرا وفالنسيا.
واعترف فيرغسون بأنه كان يعتزم إراحة بعض نجومه استعدادا لمواجهة ريال، لكن هزيمة مانشستر سيتي دفعته إلى الزج بالتشكيلة الأساسية من أجل تخطي إيفرتون والابتعاد في الصدارة.
وأشار فيرغسون إلى أنه كان ينوي إجراء حوالي سبعة تغييرات على التشكيلة الأساسية "لكن عندما وصلتني النتيجة، رأيت أن أهمية هذه المباراة قد زادت بالنسبة لنا لأنها ستمنحنا فارقا مريحا في صدارة الدوري. يمكننا إجراء التغييرات في وقت لاحق من الموسم".
واعتبر ريود فرديناد قلب دفاع يونايتد المخضرم أن رونالدو هو اللاعب الذي يتعين إيقافه خلال هذه المباراة.
وقد استعاد مدافعا ريال مدريد بيبي ومارسيلو لياقتهما البدنية مؤخرا، لذا سيكون على مورينهو أن يختار ما بين إعادتهما لتشكيل الفريق أو تركهما على مقاعد البدلاء.
بينما سيختبر فيرغسون مستوى اللياقة البدنية للاعبه فيل جونز، الذي يلعب في الدفاع أو خط الوسط، قبل أن يضع تشكيله الأخير للمباراة.
المواجهة الثانية
لم يخف مورينهو المزهو بالثقافة الإنكليزية التي اكتسبها بعد إشرافه المثمر على تشيلسي من 2004 إلى 2007، أنه يريد العودة إلى الدوري الإنكليزي في نهاية تجربته الإسبانية، ويرشحه العديد من المراقبين أن يحط الرحال في "أولدترافود" ليكون خليفة السير فيرغسون.
ولم يقدم فيرغسون - الذي يعترف لمورينهو بـ"حرفية عالية" - على شيء من شأنه أن ينفي هذه التوقعات، وقال يوما في هذا الخصوص "لا أعرف من سيكون المدرب المقبل لمانشستر يونايتد، لكن مورينهو بإمكانه الإشراف على أي فريق كان".
وانعكست الاتجاهات في الأشهر الماضية. أولا، لأن فيرغسون الذي تجاوز الـ 71، يرفض بإصرار تحديد موعد لاعتزاله، الأمر الذي أكد مورينيو أنه "يتفهمه تماما"، وقال الشهر الماضي خلال الاحتفال بالذكرى الـ 50 لميلاده "أعتقد أنني سأفعل الشيء نفسه".
لكن يبدو أن مورينيو ليس مرحباً به بما يكفي في مانشستر يونايتد، حيث يتم الحديث عن بعض تصرفاته المريبة أحيانا، خصوصا عندما وضع إصبعه في عين مساعد مدرب برشلونة سابقا ومدربه حاليا تيتو فيلانوفا خلال مباراة الكأس السوبر الإسبانية بين الفريقين الملكي والكاتالوني عام 2011.
وعلق بوبي تشارلتون، الشخصية المؤثرة في إدارة النادي الإنكليزي، على هذه الحركة قائلا: "مدرب مانشستر يونايتد لا يقوم بحركة كهذه".
لكن تشارلتون الفائز بكأس العالم عام 1966 للمرة الوحيدة في تاريخ مشاركات إنكلترا، لا يملك شيئا آخر يلوم به البرتغالي، ويقول في هذا السياق "إنه مدرب متبجح، لكنه في الوقت نفسه مدرب ممتاز".
ويشاطر الدنماركي بيتر شمايكل حارس فريق "الشياطين الحمر" سابقا تشارلتون الرأي حول مورينهو: "لا أعتقد أنه سيكون خليفة فيرغسون.. لا أعتقد أن مانشستر يونايتد يستسيغ كل ما يحمله معه مورينهو".
وحاول شمايكل التخفيف من لهجته القاسية تجاه البرتغالي، بقوله: "على الصعيد الفني، سيكون مورينهو مرشحا جيدا جدا".
وأضاف "لقد رأيناه مع تشيلسي وإنتر ميلان (الإيطالي) وريال مدريد، لا يستطيع مورينهو الاستمرار أكثر من عامين أو ثلاثة، وليس أكثر من ذلك".
ومهما يكن من أمر، لا يبدو "الاحترام المتبادل" بين المدربين اللذين أحرز كل منهما دوري أبطال أوروبا مرتين، مهددا في أي حال من الأحوال.
وأكد مورينهو أنه حتى لو خرج ريال مدريد من ثمن النهائي على يد مانشستر يونايتد، سيبقى "هناك مكان صغير للسعادة" بفضل هذه المحبة التي نشأت بين الرجلين قبل نحو 10 سنوات بعد عمل طيب قام به فيرغسون.
وكان فيرغسون توجه مباشرة بعد خروج مانشستر يونايتد من السباق إلى اللقب على يد بورتو الذي توج به لاحقا عام 2004، إلى غرفة ملابس لاعبي الفريق البرتغالي وهنأ الفائزين ومدربهم مورينيو آنذاك ودعا الأخير إلى تناول مشروب، ويبدو أن مورينيو لم ينس هذه البادرة الطيبة.
وحضر مورينيو مباراة يونايتد الأخيرة التي تغلب فيها على إيفرتون بالدوري الإنكليزي هذا الأسبوع، وقد أوضح فيرغسون أنه تبادل أطراف الحديث مع نظيره البرتغالي، وقال: "تحدثت مع جوزيه قليلا قبل المباراة، وكان بحالة جيدة .. وكلانا يتطلع قدما لمباراة الأربعاء، سيكون لقاء مذهلا".
وسبق لريال مدريد ومانشستر يونايتد أن التقيا معا أربع مرات سواء في بطولة كأس أوروبا أو دوري الأبطال، وفي ثلاث مرات من هذه المواجهات الأربع كان الفائز من تلك المواجهة يكمل طريقه بالبطولة الأوروبية حتى يتوج باللقب.
المواجهة الثالثة
ويواجه المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو فريقه السابق مانشستر يونايتد للمرة الأولى منذ رحيله عن صفوفه للانضمام إلى ريال مدريد.
وكان رونالدو انتقل من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد عام 2009 مقابل سعر قياسي آنذاك بلغ 96 مليون يورو (4ر128 مليون دولار) وسجل 136 هدفا خلال 123 مباراة لعبها مع النادي الملكي حتى الآن، كما قاد الفريق للقب الدوري الإسباني الموسم الماضي ولقب كأس ملك إسبانيا عام 2011.
واستعد اللاعب البرتغالي، السبت الماضي، لزيارة زملائه السابقين في يونايتد بتسجيل ثلاثة أهداف لريال مدريد في المباراة التي تغلب فيها على إشبيلية 4-1 في الدوري المحلي.
وقال رونالدو: "تتمتع بطولة دوري الأبطال بمكانة خاصة للغاية بالنسبة لي .. وأود مساعدة ريال مدريد على إحراز لقبها للمرة العاشرة".
نقاط القوة والضعف
رصدت وسائل إعلام إسبانية نقاط قوة وضعف فريق ريال مدريد قبل موقعة الليلة الأوروبية، ووضعت صحيفة "ماركا" بعضا من نقاط القوة والضعف لصالح الملكي، حيث سردت تلك النقاط كل واحدة على حدة وأسهبت في التعريف بها.
وبدت أولى نقاط القوة للنادي الإسباني خوضه لقاء الذهاب على ملعب البيرنابيو وهو منبع التألق بالنسبة للريال الذي لم يتعرض طوال عام وأكثر لأي هزيمة، حيث لعب الفريق نحو 32 مباراة عليه، فاز في 26 منها، وتعادل في ست مباريات، وذلك على صعيد البطولات المحلية، في حين لم يتعرض لأي هزيمة في البطولة الأوروبية عليه منذ عامين وأكثر.
وجاء رونالدو كنقطة قوة إضافية، حيث يراهن المدريديون عليه بالتألق أمام فريقه السابق، ومواصلة هوايته في تسجيل الأهداف وتقديم المستوى اللافت منه، كما برز اسم مسعود أوزيل كقوة أخرى، من أجل صناعة الأهداف حيث نجح في صناعة 62 هدفا لفريقه.
واعتبر مورينيو وإدارته لمباريات الذهاب على أرضه كنقطة قوة أخرى لترجيح كفة ريال مدريد، إلى جانب التاريخ الذي يملكه في سلسلة نتائجه الإيجابية أمام فيرغسون.
وفيما يخص الجانب الدفاعي، فسيكون له حضوره وإمكانياته، جنبا إلى جنب مع الحارس الجديد لوبيز الذي يملك خبرة كبيرة في البطولات الأوروبية.
أما بخصوص نقاط الضعف التي يعاني منها الفريق الملكي، فبرزت أولها عدم محافظته على سلسلة متواصلة من النتائج سواء الإيجابية أو السلبية، بالإضافة إلى غياب مجموعة من أبرز مدافعيه بداعي الإصابة.
وبرزت نقطة ضعف أخرى في ريال مدريد هي المشاكل التي يواجهها اللاعبون مع مدربهم البرتغالي، بالإضافة للعقم الهجومي الذي يلاحق بنزيمة وهيغواين.
وجاء البدلاء كنقطة ضعف لريال مدريد، حيث لا تملك دكة البدلاء أسماء بارزة لتعويض الأساسيين، في حين اعتبرت الكرات الثابتة نقطة ضعف لمدريد خصوصا في الركلات الحرة أو الركلات "الركنية"، وهي نقطة قوية تصب في صالح مانشستر يوناتيد.
الحصان الأسود يترنّح
وسيكون على دورتموند، الذي يعتبره الكثيرون حصانا أسود بالبطولة الأوروبية بعد بلوغه دور الـ 16 على قمة المجموعة الرابعة التي ضمت ريال مدريد وأياكس الهولندي ومانشستر سيتي الإنكليزي ودون أن يتعرض لهزيمة واحدة، استعادة توازنه سريعا بعد هزيمته 4-1 على ملعبه أمام هامبورغ بالدوري الألماني قبل رحلته إلى دونتسيك.
وقال سفين بيندر لاعب خط وسط دورتموند: "نريد الظهور بمستوانا المعهود اليوم الأربعاء".
وتماثل لاعب قلب دفاع دورتموند نيفين سابوتيتش للشفاء من الإصابة مؤخراً وإن كان جلس خلال مباراة هامبورغ على مقاعد البدلاء، كما عاد الظهير الأيسر مارسيل شميلتزر إلى تدريبات الفريق أيضا.
وتحوم الشكوك حول مشاركة لاعب الوسط إلكاي جويندوجان في مباراة الأربعاء للإصابة، أما بالنسبة للاعب الوسط كيفين جروسكرويتس المصاب بالإنفلونزا فلن يقوم بالرحلة إلى دونتسيك.