×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

كلاخ تاريخ عريق واحتياجات ملحة! ونقص في الخدمات

 تقع منطقة (كلاخ) شرق محافظة الطائف تلك المنطقة الحالمة ذات التاريخ العريق الذي يضرب بجذوره في الأعماق وذات الجغرافية المتنوعة والتضاريس المختلفة والتي تحتضن العديد من المعالم التاريخية منها قلعة حربية بنيت خلال العهد العثماني وماتزال بعض معالمها إلى الآن صامدة في وجوه عوامل التعرية. أرض الغزلان الظباء والحباري ومنبت النخيل؛ جاء ذكرها في كتب الأدباء والمؤرخين وجاءت على لسان الشعراء في أشعارهم. هذه المنطقة التي يقطنها أكثر من , 50000نسمة تغلب عليها البيئة الصحراوية معظم أشجارها النخيل، ومزارعها خصبة وهي مراع للإبل والأغنام التي تنتشر فيها بكثرة حيث السكان الذين يزاولون مهنة الوعي والزراعة؛ حظيت باهتمام القيادة الرشيدة منذ عهد الملك فيصل - طيب الله ثراه - عندما قام بزيارة لها وتوالى الاهتمام بها من قبل ولاة الأمر والقيادة الرشيدة.
"مباشرالعربية وبصحبة عدد من المواطنين كان لها جولة في قرى هذه المنطقة ووقفت على آثارها ومعالمها وكان لها لقاء مع المواطنين هناك.
فمن محافظة الطائف جنوباً وعلى مسافة 30كيلومتراً على امتداد طريق الجنوب توجد لافتة قد كتب عليها (سديرة) تتجه بك شمالاً وبعد بضع كيلو مترات تجد محمية هيئة الحياة الفطرية، والتي تمتد على مساحة شاسعة وبها عدد كبير من الحيوانات المختلفة والطيور المتنوعة مثل: الحباري والنعام والغزلان والظباء وغيرها وبأعداد كبيرة.
وبعد ذلك تجد منطقة (كلاخ) والتي ورد ذكرها في كثير من كتب التاريخ والأدب حيث ورد الاسم في كتب الجاسر حيث قال عنها: وكلاخ؛ واد ماؤه ثقيل ملح وذكرها أيضاً ابن خميس في معجمه حيث قال عن (كلاخ): هو أسفل وادي بسل. جنوب الطائف، وفي أسفله جبل كنداث. وكلاخ قرية في منتصف الوادي، سمي باسمها. وهو واد كثير القرى والنخيل والفواكه، وفيه قلعة.
ويوجد فيها سد عظيم أنشأته وزارة الزراعة والمياه عام 1404ه ويسمى (سد وادي كلاخ) ويُعد من أكبر سدود محافظة الطائف وأحدثها، فهو خرساني، مقام في مضيق جبلي على وادي كلاخ، بطول 164متراً، وارتفاع خمسة أمتار، وسعته تبلغ ,, 23000000متر مكعب.
هذه المنطقة حظيت باهتمام ولاة الأمر منذ تأسيس هذا الصرح العظيم في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود حتى هذا الوقت والاهتمام بها متزايد تأسس بها أول مدرسة ابتدائية عام 1380ه وقد زار هذه المنطقة رجال لهم قدرهم ومكانتهم. منهم: الأمير فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله إبان إمارته على الحجاز. والأميران محمد الفيصل وخالد الفيصل وغيرهم.
ويبلغ عدد قرى كلاخ 17قرية وهجرة، وهي: أم السباع، الشراعين، البرقة، الهوينة، البستان، البدائع، المربعات، الكلاخية، مخرمة، مقبولة، كلاخ القديم، الشقير، الظليف، أم الجلة، الجروية، مرشدة الطرف.
وفي شرق وادي كلاخ يوجد جبل كنداث المشهور. فعلى قمته أقام العثمانيون قبل مئات السنين؛ قلعة حربية بنوها من الحجارة المأخوذة من الجبل نفسه، وهي مكونة من أبراج مراقبة، وتحصينات ومخازن، ومهاجع للجند، واصطبلات للخيول وغيرها، إضافة إلى بركة ماء في نهاية قمة الجبل، لخزن مياه الشرب التي تجلبها الخيول، وتوفير الحاجة من الشرب لسكان القلعة. هذا الجبل وهذه القلعة ذكرت في بعض كتب الباحثين والمهتمين أمثال البلادي الذي قال عنها: جبل أسود بين كلاخ والسديرة عليه قلعة حربية، بدا عليها الخراب، وكانت لحماية الطريق، لأن طريق الجنوب وبيشة كان يمر من هذه الأرض.

وبها العديد من المرافق الحكومية مثل: مركز الإمارة التابع لمحافظة الطائف ومخفر شرطة سديرة ومركز صحي الناصفة ومدارس بنين وبنات بمختلف المناطق ووفرت الحكومة الرشيدة بها الكثير من الخدمات التي يحتاجها المواطن كالتيار الكهربائي الذي عمَّ كل أرجاء المنطقة في عام 1420ه وتم إيصال الهاتف لجميع المنازل وقبله كانت المنطقة تعمل بالهاتف الريفي وتم توفير جميع الخدمات بالمنطقة. ومندوبية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات.
.
ولكون المنطقة كانت مرتعاً أساسياً في السابق لأنواع كثيرة من الحيوانات كالظباء والوعول والحباري والغزلان والأرانب وكان يقبل عليها عدد كبير من الناس لممارسة هواية الصيد رأت هيئة الحماية الفطرية وإنمائها إنشاء مركز أبحاث للمحافظة على هذه الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض والعمل على إعادة توطينها وكذلك المحافظة على بعض أنواع النباتات النادرة والمهددة بالانقراض أيضاً من جراء الاحتطاب الجائر وعوامل التعرية والبناء مثل نبات العوشر والفنون والعراد وغيرها، وكان ذلك في عام 1406ه ويوجد بالمركز جميع أنواع الحيوانات والنباتات ويأتي إليه العديد من الباحثين والمهتمين وطلاب المدارس.
وماتزال المنطقة تنتظر بعض الخدمات والمرافق الخدمية الهامة ويأتي في مقدمتها احتياج المنطقة لمركز للدفاع المدني لماله من أهمية بالغة لدى المواطنين لدوره الكبير في المحافظة على أرواحهم وممتلكاتهم حيث تم تأمين أرض مساحتها 1000متر مربع بموجب صك شرعي للدفاع المدني ومايزال الأهالي ينتظرون وعود الدفاع المدني بإنشاء مركز له عليها وذلك نظراً لوجود محلات تجارية ومحطات وقود السيارات ومستودعات وفي ذلك خطورة الأمر الذي يجعل الحاجة قائمة لافتتاح مركز للدفاع المدني ليخدم كلاخ وقراها.
ويحتاج الأهالي إلى مصرف ومحكمة شرعية لتريحهم من عناء تكبد متاعب السفر إلى الطائف عندما يحتاجون لمثل هذه الخدمات. وكذلك تدعيم المركز الصحي بالآليات والكوادر حيث يعاني النقص ولا يؤدي الغرض ويحتاج إلى فني أشعة وطبيبة نساء وطبيب عيون وطبيب أسنان.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر