خطيب المسجد النبوي: الالتجاء إلى الله يقي المسلم من ويلات الفتن
ديسمبر 8, 2023 12:27 مساءً
مهد الذهب قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ -في خطبة الجمعة-: المخرج من كل فتنة إصلاح الدنيا بالدين، وعمارة الأرض بشرع رب العالمين، قال تعالى: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ"، ومن أحاط حياته بتقوى ربه جعل له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلية وفتنة عافية وعاقبة حسنة، قال تعالى: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا"، مضيفا: إن المسلمين اليوم يمرون بفتن مختلفة المصادر، متعددة الأشكال، فتن تعاظم خطرها، وتطاير شررها، وتنوعت أسبابها ومحالها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إن الركن الشديد الذي يأوي إليه المسلم من ويلات الفتن ومخاطرها، هو الالتجاء إلى خالقه عز وجل، والاعتصام بحبله، وتحقيق طاعته، والتمسك بشريعته سبحانه، قال تعالى: "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوةِ"، وقال سبحانه: "فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ"، ومن هذا المنطلق جاء التوجيه النبوي من النبي ، الحريص على نجاة أمته، وصيته الخالدة، بقوله: "الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ».
وقال: الهرج هي أيام الحروب والقتل، وأوقات الخوف والذعر، وحال اختلاط أمور الناس من جميع المحذورات والمحن التي يخافون في جوانب حياتهم، بحيث لا تنتظم أمورهم على أحسن حال، بل يكونون في أمر مريج واضطراب شديد، حينئذ لا نجاة لهم إلا باللجوء إلى ربهم والانقطاع إليه، وقياد أنفسهم. وتصرفاتهم وتوجهاتهم بشرعه ووفق أوامره وأوامر رسوله، هذا المنهج النبوي الذي عظم شأن العبادة أيام الفتن، لأن الناس يعتريهم أمور بسبب الفتن تقع بينهم من العداوات والظلم والكذب والتخاصم مما هو محرم في دين الله، بل ينشغل كثير منهم عن الثبات على المنهج الحق، فأرشدهم صلى الله عليه وسلم إلى أن الهجرة تنبني على ترك الوطن والدار ورغائبها الله سبحانه، وهكذا الانقطاع للعبادة والالتزام الشامل بها يقود المسلمين إلى كل ما ينجيهم عن الزلل والخطل والزيغ عن الصراط المستقيم والمنهج القويم، قال أهل العلم: إن الناس في أوقات الفتن يرجعون إلى أهوائهم وآرائهم وأذواقهم بعيداً عن حكم الله وشرعه، فالذي ينتقل من هذه الحال إلى العبادة والإقبال على الله تبارك وتعالى، يكون كالمهاجر.
وتابع: إن الناظر اليوم لعالمنا الإسلامي يجد أنه كلما حلت محنه ووقعت فتنه، فنجد بعضا منهم يسعى لتفريق صف الأمة، والاتهام لبعض بما لا يستقيم مع المنهج الذي شرعه الله سبحانه، من الحرص على الاعتصام بحبل الله، وعدم التفرق والاختلاف، فاتق الله أيها المسلم وإياك أن تكون وأنت لا تدري بوقاً للشيطان، ولساناً للأعداء، فما خاف الأعداء شيئاً مثل اعتصام المسلمين بكتاب ربهم، واتحاد صفهم، وجمع كلمتهم، وتعاونهم على كل بر، وصبرهم على طاعة ربهم، ومنهج دينهم، ومعالجة ما يقع بهم من الفتن والمحن وفق منظور صحيح، واجتهادا يحيطه الخوف من الله، ومراعاة المسؤولية، وتحقيق مصالح الأمة، ألا فأشغلوا أنفسكم أيها المسلمون بما يحفظ مصالح دينكم ودنياكم، وأعدوا العدة المستطاعه للحفاظ على ذلك، ومن أعظم ذلك الثبات على شرع الله سبحانه، والسير على ضوء سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وحققوا عبادة التعاون المثمر والأخوة الصافية على الدين والعقيدة والمودة الإسلامية، والولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، قال تعالى: "يَتأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"، فجاهدوا أيها المسلمون كل الفتن بالطاعة الخالصة لله والالتزام بهذه التوجيهات الربانية تسلموا من غوائل الفتن، وعواصف المحن، لاسيما في مثل هذه الأزمان، التي يسعى الأعداء بكل مكر للإضرار بالإسلام والمسلمين بشتى أنواع الإفساد وأسباب الشرور، ولا مخرج من ذلك إلا بهجرة المسلمين من المعاصي إلى الطاعات، والبعد عن المنهيات قال الله تعالى: "وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ".
وقال: الهرج هي أيام الحروب والقتل، وأوقات الخوف والذعر، وحال اختلاط أمور الناس من جميع المحذورات والمحن التي يخافون في جوانب حياتهم، بحيث لا تنتظم أمورهم على أحسن حال، بل يكونون في أمر مريج واضطراب شديد، حينئذ لا نجاة لهم إلا باللجوء إلى ربهم والانقطاع إليه، وقياد أنفسهم. وتصرفاتهم وتوجهاتهم بشرعه ووفق أوامره وأوامر رسوله، هذا المنهج النبوي الذي عظم شأن العبادة أيام الفتن، لأن الناس يعتريهم أمور بسبب الفتن تقع بينهم من العداوات والظلم والكذب والتخاصم مما هو محرم في دين الله، بل ينشغل كثير منهم عن الثبات على المنهج الحق، فأرشدهم صلى الله عليه وسلم إلى أن الهجرة تنبني على ترك الوطن والدار ورغائبها الله سبحانه، وهكذا الانقطاع للعبادة والالتزام الشامل بها يقود المسلمين إلى كل ما ينجيهم عن الزلل والخطل والزيغ عن الصراط المستقيم والمنهج القويم، قال أهل العلم: إن الناس في أوقات الفتن يرجعون إلى أهوائهم وآرائهم وأذواقهم بعيداً عن حكم الله وشرعه، فالذي ينتقل من هذه الحال إلى العبادة والإقبال على الله تبارك وتعالى، يكون كالمهاجر.
وتابع: إن الناظر اليوم لعالمنا الإسلامي يجد أنه كلما حلت محنه ووقعت فتنه، فنجد بعضا منهم يسعى لتفريق صف الأمة، والاتهام لبعض بما لا يستقيم مع المنهج الذي شرعه الله سبحانه، من الحرص على الاعتصام بحبل الله، وعدم التفرق والاختلاف، فاتق الله أيها المسلم وإياك أن تكون وأنت لا تدري بوقاً للشيطان، ولساناً للأعداء، فما خاف الأعداء شيئاً مثل اعتصام المسلمين بكتاب ربهم، واتحاد صفهم، وجمع كلمتهم، وتعاونهم على كل بر، وصبرهم على طاعة ربهم، ومنهج دينهم، ومعالجة ما يقع بهم من الفتن والمحن وفق منظور صحيح، واجتهادا يحيطه الخوف من الله، ومراعاة المسؤولية، وتحقيق مصالح الأمة، ألا فأشغلوا أنفسكم أيها المسلمون بما يحفظ مصالح دينكم ودنياكم، وأعدوا العدة المستطاعه للحفاظ على ذلك، ومن أعظم ذلك الثبات على شرع الله سبحانه، والسير على ضوء سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وحققوا عبادة التعاون المثمر والأخوة الصافية على الدين والعقيدة والمودة الإسلامية، والولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، قال تعالى: "يَتأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"، فجاهدوا أيها المسلمون كل الفتن بالطاعة الخالصة لله والالتزام بهذه التوجيهات الربانية تسلموا من غوائل الفتن، وعواصف المحن، لاسيما في مثل هذه الأزمان، التي يسعى الأعداء بكل مكر للإضرار بالإسلام والمسلمين بشتى أنواع الإفساد وأسباب الشرور، ولا مخرج من ذلك إلا بهجرة المسلمين من المعاصي إلى الطاعات، والبعد عن المنهيات قال الله تعالى: "وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ".