×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

خطيب المسجد النبوي: أطيعوا ولاة أمركم واسألوا الله الثبات على دينكم

خطيب المسجد النبوي: أطيعوا ولاة أمركم واسألوا الله الثبات على دينكم
مهد الذهب قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان – في خطبة الجمعة -: الصراع بين الإيمان والكفر سنة من سنن الله، ولن تجد لسنة الله تبديلا، "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ، إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ"، ومنذ بزغ فجر الاسلام وأداؤه الكفرة له بالمرصاد، يتربصون به في كل حاضر وباد، ويتحالفون عليه بالجموع والأعداد، لكن الله تكفل بحفظ دينه وأوليائه، وجعل دائرة السوء على أعدائه، "وَیُرِیدُ ٱللَّهُ أَن یُحِقَّ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَـٰتِهِۦ وَیَقۡطَعَ دَابِرَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ، لِیُحِقَّ ٱلۡحَقَّ وَیُبۡطِلَ ٱلۡبَـٰطِلَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُجۡرِمُونَ".

وأضاف: إن الله تعالى يمهل ولا يهمل يملي للكفرة الظالمين وينتقم للمظلومين، قال تعالى: "فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا"، وقال: "وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ"، وقال: "وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُوْلِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً، إِنَّ لَدَيْنَآ أَنكَالاً وَجَحِيماً، وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً"، فتأخر عقاب الله وبطشه بالكفرة الظالمين، لحكمة بالغة وليس إكراما لهم أو نسيانا عنهم، قال تعالى: "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ"، فأحسنوا الظن بالله واستمسكوا بدينكم واعتصموا بوحدتكم وكونوا يدا على عدوكم، واسمعوا وأطيعوا لولاة أمركم، واسألوا الله الثبات على دينكم، فإن لدينكم عليكم واجبا فأدوه، ولأئمتكم عليكم حقا فوفوه، واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه.

وتابع: إن الاسلام دين العزة والنصر والتمكين، دين الرحمة والرأفة والرفق واللين، دين الحق والصدق والعدل واليقين، دين السعادة والفلاح والفوز في الدارين، ختم الله به الرسالات، ونسخ به الملل والديانات، وجعله طريق العزة والنجاة، ومفتاح الجنات، ووسيلة الأمن والاستقرار والتمكين في هذه الحياة، قال تعالى: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا"، معاشر المسلمين إن الله سبحانه وتعالى هو القاهر المدبر له الأمر من قبل ومن بعد وإليه ترجع الأمور، له مقاليد السماوات والأرض، لا مبدل لكلماته، ولا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، وقد كتب الغلبة والنصر لدينه وأوليائه فقال: "كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ"، ووعد أولياءه بالنصر والتمكين فقال: "وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر