×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

خطيب المسجد النبوي: قلة العدد لا تضر مع المدد

خطيب المسجد النبوي: قلة العدد لا تضر مع المدد
مهد الذهب قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. أحمد بن طالب بن حميد -في خطبة الجمعة-: إن الله سبحانه وتعالى إذا أخبر فخبره الصدق وإذا حكم فحكمه العدل، لا يبدل القول لديه، والكل منه وبه وإليه، "ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين"، وفي أخباره سبحانه عدل أحكامه، وفي أحكامه سبحانه صدق أخباره، "وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا"، ولقد تمت كلمة ربكم صدقا في صفة الأمة المحمدية وخصالها السنية، ونعوت خصومها الردية، فقال الله عز وجل: "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ"، إن قلة العدد لا تضر مع المدد، قال الله عز وجل: "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"، وما الإمداد إلا مع الاستعداد، فأما استعداد الأرواح القائمة بالعزيز الوهاب، فقد تمت كلمة ربكم عدلا، فشرع لها أسباب الفلاح والنصر في الدنيا والاخرة، حالا ومقالا وفعالا فقال عز وجل: "وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ"، وأما استعداد الأجساد قائمة في الأسباب فحكم فيها سبحانه بقوله: "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ".

وأضاف: نهى الله أهل الإيمان عن تخذيل إخوانهم وتحسيرهم وأمرهم فيما بينهم باللين والاستغفار والمشاورة والتوكل على الله، والاستنصار به وتنكب أسباب الخذلان من الغلول ومعصية الرسول، قال الله عز وجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ".

وتابع: من ظن أن القتلى من الفريقين سواء، فليقرأ قوله تعالى: "أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَن بَاءَ بِسَخَطٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ"، وتمت كلمة ربكم صدقا وعدلا بالمنة على المؤمنين بسيد المرسلين وإنقاذهم به من الضلال المبين، وإن المصيبة تحل علينا من أنفسنا بمخالفة أمره وتنكب هديه صلى الله عليه وآله وسلم، قال الله عز وجل: "لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ، أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر