×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

خطيب المسجد النبوي يحذر من قطيعة الرحم

خطيب المسجد النبوي يحذر من قطيعة الرحم
مهد الذهب قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان – في خطبة الجمعة -: إن صلة الرحم سبب للأخوة والوفاء، والمحبة والصفاء، وبها يموت الحقد والجفاء، لهذا شرعها الله تعالى وأوجبها، وحث عليها، وأخذ بذلك الميثاق على من قبلكم، قال تعالى: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ"، صلة الرحم من مقتضيات ولوازم الإيمان بالله واليوم الآخر، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت".

وأضاف: صلة الرحم من أسباب بسط الرزق والبركة في المال وطول العمر وزيادة الآجال، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سره أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه"، صلة الرحم حق أوجبه الله، وعبادة يتقرب بها إليه، الله الله في رحمكم وأقاربكم صلوا من قطعكم وأعطوا من منعكم واعفوا عمن ظلمكم وأحسنوا إن الله يحب المحسنين، ثم اعلموا أن صلة الرحم ليست بالمجازاة والمكافأة، بل بالاحتساب والمبادرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله إِنَّ لِي قَرابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُوني، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِم وَيُسِيئُونَ إِليَّ، وأَحْلُمُ عنهُمْ وَيَجْهَلُونَ علَيَّ، فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ المَلَّ، وَلا يَزَالُ معكَ مِنَ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلكَ".

وتابع: حرم الله تعالى قطيعة الرحم وحذر منها، قال تعالى: "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ"، فقطيعة الرحم ذنب وكبيرة توجب اللعنة والعقاب، وظلم يؤدي إلى إيحاس القلوب ونفرتها وتأذيها، وأي ظلم أشد من قطع ما أمر الله به أن يوصل، قال تعالى: "وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۙ أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ"، الرحم أثر من آثار رحمة الله تعالى، مشتبكة بها، فمن قطعها كان منقطعا من رحمة الله، ومن وصلها وصلته رحمة الله، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ اللهَ تعالى خَلق الخلقَ ، حتَّى إذا فرغَ مِن خلْقِه قامتِ الرَّحِمُ ، فقال : مَهْ ؟ قالَت : هذا مَقامُ العائذِ بكَ من القَطيعةِ ، قال : نَعم، أمَا ترضَيْنَ أن أصلَ من وصلَكِ ، وأقطعَ مَن قطعَكِ ؟ قالَت ؟ بلَى يا ربِّ ! قال فذلكَ لكِ".
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر