×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

إمام المسجد النبوي: خشية القلب أمان من الفتن

إمام المسجد النبوي: خشية القلب أمان من الفتن
مهد الذهب قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالباري بن عواض الثبيتي -في خطبة الجمعة-: بالقدر الذي يقوم في القلب من الوجل والخشية يكون الأمان من الفتن والشهوات ويحبب الله إليه الإيمان ويزينه في قلبه كما أن صاحب هذا القلب ليس من شأنه أ يسلك سبيل المفسدين بل هو مأمون الجانب ويسهم في أمن المجتمع، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وهذا هو المعنى الذي جسده أحد ابني آدم، "لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين".

وأضاف: من أعظم الذكر تلاوة كتاب الله والتغني بآياته، قال الله تعالى: "الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله"، فمن أقبل على كتاب الله وشرح له صدره وعاش في رحابه لان قلبه ووجل وأورثه خشية وحياء من الله وزاد إيمانه، كيف نطمع في حياة القلب ووجله وخشيته إن ملأناه بما يحول بينه وبين الانتفاع بالموعظة من ربه، قال الله تعالى: "وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِۦٓ إِيمَٰنًا ۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَٰنًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ"، فإن لم تجد قلبك عند القرآن فأين تجده؟، إن لم تجد الموعظة والقرآن في قلبك ففتش في السبب وعالج المرض، قال الله تعالى: "وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ".

وتابع: من أسباب وجل القلوب تعظيم شعائر الله وتعظيم تعظيم أمر الله سبحانه فكل ما عظمه الله ورسوله فهو عظيم، وتعظيمه علامة صلاح القلب، قال الله تعالى: "ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ"، أورث الله شعائره التقوى في قلبه، فالتعظيم إنما نشأ عن وجل القلب من الله ومحبته سبحانه، ومن أسباب وجل القلب جعله وعاء من أوعية العلم الموصل إلى الله، المقتضي معرفة الله بأسمائه وصفاته العلا، قال الله تعالى: "وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ"، ولما كان علم النبي صلى الله عليه وسلم بربه أكمل العلم كان أشد الناس خشية منه سبحانه، قال الله تعالى: "إنما يخشى الله من عباده العلماء"، ومن أسباب وجل القلب عدم الغفلة عن التوبة وتعاهد الاستغفار وسرعة الأوبة إذ لا يتأتى وجل القلب إلا من هذه الأمور، مطهرة له فأنى لقلب مريض أن يوجل وأنى لقلب غافل أن يخشع، قال الله تعالى: "إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا"، وقال: "إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ".
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر