×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

إمام المسجد النبوي: تذكروا جيرانكم مع هجمة الشتاء

إمام المسجد النبوي: تذكروا جيرانكم مع هجمة الشتاء
مهد الذهب قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح بن محمد البدير -في خطبة الجمعة-: تذكروا من جاوركم من الفقراء والمساكين والمشردين واللاجئين، تذكروا من تقعقعت أضراسه، وارتجفت أوصاله، وشلت أنامله ويبست خناصره من هجمة الشتاء وصفق الرياح وشدة الصقيع والجليد والسقيط.

وأضاف: الصلات التي ترتقي في المكارم ارتقاء البدور، وتنتظم في لبة المجد انتظام الشذور، وتتسع في الفضل اتساع البحور، حسن الجوار وإكرام الجار، واسم الجار يشمل الملاصق الملازق الذي يجاورك بيت بيت، والمقارب ولو لم يكن حديدا مناسقا، والمقابل الذي يفصلك عنه الطريق، والمحاذي المسامت، والمشارك في الزقاق والسكة والطريق، والمخالط في المسجد ونحوه، وقيل من ساكن رجلا في محلة أو مدينة فهو جار، لقوله تعالى في المنافقين: "ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا"، فجعل تعالى اجتماعهم في المدينة جوارا.

وقال: أمر الله ببر جار البيت والإحسان إليه وإكرامه دانيا كان نسبه أو نائيا، قال جل وعز: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا"، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره"، وفي لفظ: "فليحسن إلى جاره".

وأضاف: المؤمنون أبر الناس بالجار وأحفظهم للجوار، ومن أحسن إلى جاره نزلت البركة في داره، ولا يستوي جار عطاف ودود يتخرق في الكرم والجود ومن بنانه يجري الماء في العود وجار نكود كنود جحود، ومن إكرام الجار حسن عشرته وحفظ أمانته وستر عورته وغفر زلته وإقالة عثرته، ورد غيبته وصون حرمته وذمته، وإدامة نصيحته وإجابة دعوته، ومكافأة صلته وقضاء حاجته وحسن نصرته ومعونته ورعاية جيرته والكف عن أذيته وترك التغرير به وختله ومخادعته، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: من يا رسول الله؟، قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه".

وتابع: الجوار قرابة بين الجيران فتحببوا إلى جيرانكم، وأحسنوا إلى فقيرهم، ويتاملهم وأراملهم ومساكينهم، فالكرام الأجواد لا يظهر بينهم يتم أولاد الجيران ولا بؤسهم، عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع"، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك".
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر