×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

إمام المسجد النبوي: رفع الصوت عند الوالدين من الجفاء وسوء الأدب

إمام المسجد النبوي: رفع الصوت عند الوالدين من الجفاء وسوء الأدب
مهد الذهب قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح بن محمد البدير -في خطبة الجمعة-: أولى من تتأكد العناية بالألفاظ عند محادثته ومخاطبته الوالدان، لا يدعوهما بأسمائهما، ولا يرفع صوته بلا فائدة عند مقامهما لأن ذلك من الجفاء وسوء الأدب، مؤكدا أن حسن المحادثة، وجمال الكلام عند المخاطبة وحلاوة المنطق عند المقابلة والمواجهة والمجالسة من كرائم الخصال وأشهرها منقبة وأرفعها درجة، ومن وشى مقاله وهذب لسانه، وجمل بيانه وزين خطابه تقديرا وتوقيرا للمخاطبين، انقادت له القلوب بالمحبة وسرت إليه النفوس بالوداد، وقد جبل الله القلوب على حب من خاطبها بالألفاظ المستعذبة الرائقة سماعا، كما جبلها على بغض فاسد اللسان وعلى مقت الصخاب الحديد السليط الشتام، وعلى كره الفاحش البذيء الذي لا يبالي بما نطق من الكلام.

وأضاف: حلاوة المنطق سلوى لكل محروم ومكلوم ومهموم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والكلمة الطيبة صدقة" متفق عليه، فلا تخاطبوا الناس إلا بأحسن الألفاظ وأجملها وألطفها وأبعدها عن اللفظ الخسيس المفحش، والجافي الغليظ، وأسلمها مما فيه ضعة أو نقيصة أو حط أو زراية بالمخاطبين، وأنقاها مما فيه تهكم أو تحقير أو تصغير أو تقليل للسامعين، قال الله تعالى: " وقولوا للناس حسنا"، قال ابن كثير رحمه الله: أي كلموهم طيبا ولينوا لهم جانبا، وقال الله جل وعز: "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم"،،قال محمد بن علي: سلاح اللئام قبيح الكلام، والمرء لا يرجح لسانه إلا بما طبع عليه جنانه، ولا ينبت البقلة إلا الحقلة، وإن لسان المرء مفتاح قلبه إذا هو أبدى ما يجن من الفم.

وقال: أيها الزوجة المباركة زوجك كنك وظلك وعضادتك وباب سعادتك فلا تخاطبيه بما يؤذيه، ولا تطلقي لسانك بالسوء فتغضبيه، وعظميه وبجليه فقد سمى الله الزوج سيدا فقال: "وألفيا سيدها لدى الباب"، وسمي الزوج سيدا لأنه يسوي زوجته، ويقوم عليها بالأمر والنهي، وقالت امرأة سعيد بن المسيب: ما كنا نكلم أزواجنا إلا كما تكلموا أمراءكم، أيها الزوج المبارك: زوجتك حليلتك وقرينتك وعقيلتك وقعيدتك، ترجو نفعك ورفدك ورقة قلبك وأمان صوتك، فالسط لها لسان التحنن والتكرمة والملاطفة والمبارة، ولا تهيننها بالتصميت والتسكيت، ولا تضجرنها بالتقريض والتعنيف والتبكيت، ولا تخيفنها بالتطليق والتفريق والتشتيت، وقد قيل: النساء يغلبن الكرام ويغلبهن اللئام.

وأضاف: أيها الآباء والأمهات: الولد ثمرة القلب وريحانة الفؤاد، فأسمعوه خطاب الرأفة والرحمة والتحبب والترفق، وأظهروا له لسان التشجيع والتحظيظ والاستمالة والإقناع، ومن وصف ولده بالبلادة والبلاهة والغفلة والخرق فقد وقع في التعنيف اللفظي المنافي لكمال التربية، وإن لم تصل تلك الألفاظ إلى حد التحريم، ولا يحل للوالد أن يكون أو لعانا لأهله وأولاده، ومن اعتاد شتم أهله وأولاده بالكلمات المحرمة شرعا فقد سقطت عدالته، وردت شهادته عند بعض الفقهاء، وينبغي الدعاء للأولاد بالهداية والتوفيق والصلاح، ولا يجوز الدعاء عليهم، ومن الوالدين من يعجل حال الضجر والغضب لقلة تدبره وعدم تثبته وضعف صبره فيدعو على نفسه وأولاده بما لا يحب أن يستجاب له ولو استجيبت له دعوة السوء كما استجيبت له دعوة الخير لهلك وندم، وعن جابر رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافق من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم"، والنصح اذا اكتسى لفظا حسنا سهلا صار في القلب أحلى وللصدر أملا، واذا صيغ بالوصف الرفيع وزخرف بالمعنى الجميل البديع لانت له الأسماع ومالت إليه الطباع، فلا تخاطبوا المقصرين بخطاب التنفير والتيئيس، ولا تقابلوهم بالتقطيب والتعبيسوخاطبوهم بخطاب الترفق والتشويق والترغيب.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر