×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

إمام المسجد النبوي: احذروا مظالم العباد

إمام المسجد النبوي: احذروا مظالم العباد
مهد الذهب قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. علي بن عبدالرحمن الحذيفي -في خطبة الجمعة-: المظالم بين العباد لا يغفرها الله حتى يعطي المظلوم حقه يوم لا درهم ولا دينار، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شئ فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم،إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته،وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه".

وأضاف: إن الله عز وجل خلق هذا الكون وأودع فيه كل ما يحتاجه المكلفون من أرزاق ومتاع ورياش وزينة ومال وثواب وغير ذلك، وذلل هذا الكون وسخره كله لمصالح الخلق ومنافعهم وقيام حياتهم إلى أجل مسمى عند الله لا يعدوه، قال سبحانه: "هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور"، وإذ قد قدر الله هذا الكون في كماله وجماله وفي وفائه التام بمقومات الحياة كلها لكل من على الأرض وفي كثرة منافعه وتنوعها وفي تسخير أسباب بقاء الحياة ورقيها، أخبرنا ربنا عز وجل بأنه لم يخلق هذا الكون عبثا ولم يتركه سدى ولم يجعله مهملا، قال سبحانه: "وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ، لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ، بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ".

وقال: وقد أرسل الله الرسل وآخرهم سيدهم محمد صلى الله عليه وسلم وصلى وسلم عليهم لإصلاح الأرض بالطاعات وتطهيرها من ااشرك والموبقات، قال تعالى: "ولقد بعثنا في كل أمة رسولا، أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت"، وقد أمر الله سبحانه المرسلين عليهم الصلاة والسلام، أمرهم بالتمتع بما أحل الله بالحياة من الطيبات وأن يداوموا على الطاعات التي لا تصلح الأرض إلا بها، قال تعالى: "يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا، إني بما تعملون عليم، وأتباع الرسل عليهم الصلاة والسلام هم المؤمنون المأمورون بالاقتداء بهم، فالرسل عليهم الصلاة والسلام. وأتباعهم جعلوا هذا الكون مكانا وزمانا للصالحات والإصلاح ففازوا بالخيرات والجنات، والأعمال الصالحات تعود كلها إلى نفع النفس ونفع الخلق بالقيام بأركان الإسلام وبقية الطاعات تابعة لهذه الأركان.

وتابع: أيها المسلم لا تحقرن شيئا من الطاعات فلا تدري أي عمل تدخل به الجنة؟ وتنجو به من النار، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره وشكر الله له فغفر له"، فالمؤمنون اتخذوا هذا الكون زمانا ومكانا للطاعات، وأما من لا يؤمن بالله واليوم الآخر وكفر فاتخذ الكون زمانا ومكانا للشهوات المحرمات والمتع الزائلة واقترف السيئات وأعظم السيئات السيئات الشرك بالله بأن يتخذ العبد مخلوقا ويرجوه ويتوكل عليه ويستعين به ويستغيث به ويرفع إليه المطالب والحاجات ويرغب إليه في الرزق والنصر ويهتف به في كشف الشدائد والكربات فهذا هو الشرك الذي لا يغفره الله سبحانه إلا بالتوبة، قال الله تعالى: "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا".
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر