×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

إمام المسجد النبوي: اعتبروا بتغير الأحوال

إمام المسجد النبوي: اعتبروا بتغير الأحوال
مهد الذهب قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ د. حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ - في خطبة الجمعة - : الواجب على العبد أن يعتبر بتغير الأحوال ويتعظ بتصريف الله للدهور، وأن يتذكر بذلك دار القرار، وزوال دار الدنيا فالسعيد من اعتبر وتدبر، مضيفا : إن القرآن الكريم مملوء بالآيات الكريمة الآمرة بالنظر إلى آيات الله الكونية من مخلوقاته العظيمة، وإلى الدعوة للتفكر في ذلك لما في ذلك من العبر الظاهرة والعظات البليغة، " يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ".

وتابع : أخرج الشيخان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " اشْتَكَتِ النَّارُ إلى رَبِّهَا فَقالَتْ: رَبِّ أكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فأذِنَ لَهَا بنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ في الشِّتَاءِ ونَفَسٍ في الصَّيْفِ، فأشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وأَشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ"، فكن أيها المسلم على حذر شديد من يوم الوعيد وأعلم ان الآخرة فيها الشقي والسعيد فكن من اهل التقوى وطاعة المولى، فما أحوجنا إلى معرفة حقوق خالقنا والقيام بامتثال أوامره واجتناب أسباب سخطه. فقد قال تعالى : " فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ "، فمن قام بحق الشكر لله فإنه يزيده من فضله ويسعده في الدارين.

وقال : إن التأمل في مخلوقات الله، والناظر في عجيب صنعه سبحانه يعظم يقينه بربه عز شأنه، ويزداد ايمانه وثباته فهو عز وجل المتفرد بالخلق والتدبير والتصريف والملكوت وكمال القدرة وتمام الحكمة، مما هو دليل ظاهر لذوي العقول الصحيحة باستحقاقه وحده بالعبادة والاستسلام التام له.

وأضاف : إن الواجب علينا أن نشكر الله جل وعلا بقلوبنا وجوارحنا على نعمه العظمى ومننه الكبرى، التي أسبغها، وأن نحمده على أفضاله المتكاثرة ونعمه المدرارة إذ هيأ لنا في مثل هذه العصور من أسباب الراحة ووسائل دفع الأذى مالم يتهيأ لمن كان قبلنا، يقول أنس رضي الله عنه : " كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فيضع أحدنا طرف ثوبه من شدة الحر في مكان السجود "، فما أحوجنا إلى معرفة حقوق خالقنا جل وعلا والقيام بامتثال أوامره واجتناب أسباب سخطه، قال تعالى : " فاذكروني أذكركم واشكروني ولا تكفرون "، فمن قام بحق شكر الله جل وعلا توحيدا وطاعة أغدق عليه من نعمه وزاده من فضله وأسعده في حياته وبعد مماته.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر