خطيب الحرم المكي: الاستكثار من الخيرات يدفع البلاء ويكشف الضراء
فبراير 26, 2021 11:58 صباحاً
مهد الذهب: أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المسلمين بتقوى الله وعبادته وطاعته.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم: "كن مع الله ولا تبالي، ومد إليه يديك في ظُلَم الليالي، اصفح، وسامح، واتق الله حيثما كنت، وافعل الخير، ولا تحقرن من المعروف شيئا، إن ما كُتب لك سيأتيك مع ضعفك، وما ليس لك لن تناله بقوتك، مِنْ ظُلْم حق الأخوة أن تذكر أسوأ ما تعلم، وتكتم خير ما تعلم".
وأوضح أن الله عز شأنه يذكّر عباده بآياته الكونية وبآياته الشرعية، يطيل سبحانه أمد البلاء لما يشاء من حكمته، يبتلى بالشهور وبالسنين، بل لقد ابتلى سبحانه بعض أنبيائه، وهم المصطفون من خلقه، ابتلاهم سنين عددا، حتى صارت تضرب بهم الأمثال، فيقال: صبر أيوب، وصبر يعقوب، عليهم جميعًا صلوات الله وسلامه، فيعقوب أبيضت عيناه من الحزن فهو كظيم.
وأفاد "بن حميد" بضعف الطالب والمطلوب وما قدروا الله حق قدره، مبيناً أن الله لقوي عزيز، واليوم عرف الناس مخلوقات أضعف من الذباب، وأصغر وأحقر ، هذه المخلوقات الضعيفة ليست تسلُب من الإنسان شيئاً خارجاً عنه، بل إنها تسلب قواه، وقدرتَه، وصحتَه، وعافيتَه، بل إنها تميته وتهلكه بقوة الله وقدرته ولقد ابتلاهم ليعلموا ضعفهم وعجزهم، ابتلاهم لعلهم يرجعون، وإن لتلك النوازل والابتلاءات عباداتٍ وأخلاقيات لا تظهر إلا مع طول البلاء والابتلاء، ينبغي لأهل الإيمان والصلاح العنايةُ بها، والاهتمام بها، ومنها الرجوع إلى الله بإظهار أنواع العبودية من الخضوع له سبحانه، وحسنِ التوكل عليه، والصبرِ ، والتضرعِ، والانكسارِ ، والتسليمِ، واليقين، وصدق التوبة، والدعاء، وسلامة الصدر، وملاحظةِ ألطاف الله في أقداره، وملازمة أذكار الصباح والمساء، وإظهار الفقر ، والعجز ، والمسكنة، والتبرؤ من الحول والقوة، والثقة بالله وحده، وعدم التعلق بالبشر، إن كثيرًا من أهل الغفلة يجزع ولا يصبر لامتداد الوباء، ويسخط ولا يرضى لطول أمد البلاء، ويتزعزع يقينه لا شتداد الضراء.
وأشار إلى أن الاستكثار من الخيرات يدفع بها البلاء، ويكشف بها الضراء من: حسن العبادة، والصدقات، وصلة الرحم، والإحسان إلى الجار ، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر وقضاء الحوائج، ونصر المظلوم، وتفريج الهموم، وإغاثة الملهوف، وسدِّ الفاقات، وبخاصة من حبسهم الوباء عن العمل، ولا مدخراتِ لهم، فهم داخلون في قوله عز شأنه، والأخذ بالأسباب الحسية من أجل حفظ النفس، وحفظ الناس من: النظافة، والتباعد الاجتماعي، ولبس الكِمَامات، وأخذ اللقاحات، والتزام التعليمات الصادرة من جهات الاختصاص، حسب توجيهات ولاة الأمر.
وذكر أن من نعم الله على عبده أن يكون قلبه حيا، فيسمع نصح الناصحين، ويأخذ بإرشاد المختصين، وإن الله لمَ يبتل عباده إلا ليعطيهم ويجزل مثوبتهم، فاستقبلوا أقدار الله بالحمد والرضا، ولو علم المؤمن الصابر عظم الأجر لما استعجل الفرج، والمؤمن إذا ناله شيء من الابتلاء لا يتهم ربه بقضائه وقدره، بل يصبر ويحتسب، وينتقل من الحال التي يكرهها الله إلى الحال التي يحبها الله، ويعلم علم اليقين أن ما لم يأذن الله برفعه فلن يرتفع مهما كانت الأسباب، ومهما كانت المحاولات، موضحاً أن من ضعف صبره ويقينه، وقل احتسابه فالمصائب لا تزيده إلا ريباً، وشكاً، وإساءة ظن، واتهاما لمولاه، فيرجع بأخسر الصفقتين، وينقلب بأعماله وأحواله صفر اليدين.
وقال إنه مما يستوجب الخوف والحذر مع ما يرى من طول البلاء، وازدياد الإصابات والوفيات ألا يتوب مذنب، ولا يعود مقصر ، ولاَ يَردَ آكلُ الحق ما أكل، ولا يصلَ قاطعُ رحم ما قطع، ولا يصالحَ مخاصمٌ من خاصم، يقول النعمان بن بشير رضي الله عنه: الهلكة كل الهلكة أن تعمل السيئات في زمن البلاء، والمخيف أن الغفلةُ عن عظم البلاء، واستمراءُ الحال والأوضاع، نعوذ بالله من الخذلان، ومن حال أهل الضلال، وإذا أردت أن تعرف ذلك وتتفحصه، فانظر إلى بعض أهل الغفلة، وهم يركنون إلى أقوال الناس في مدة الوباء، وعلاجه، وانتهائه، وكأنه ليس في قلبه مكان لله تعالى، ولا ثقة به، ولا توكل عليه، ولا تفويض الأمور إليه.
وأردف أن مما يذكر ويشكر أنه في هذه الجائحة التي أقضت مضاجع الخلائق، وهزت أركان الدول، وأهمت الأمم، وأرعبت البشر ، وغيرت طرق الحياة، ومناهجها ومباهجها، وما برحت الدول، والمنظمات، والهيئات، تتبع مسالك تتواءم مع ظروفها، وإمكانياتها لاحتواء المرض، تستعد، وتحمى، وتعالج، وفي هذا السياق والسباق، تجلت فضائل هذه البلاد المباركة، بقادتها وولاة أمرها ومسؤوليها، وبحزمها وعزمها، ترعى كل من على أرضها من مواطن ومقيم وزائر ، إنهم الجنود المجندة في كل ميدان، في الحدود، وفي الثغور، وفي الصحة، وفي الحرمين الشريفين، وفي التجارة، وفي كل مرفق، فلله الحمد والمنة، وأن هذه الأعمال الجليلة، الحزم والعزم، لأنه شعور عظيم بالمسؤولية، لأن حياة الإنسان هي المقدمة.
وشدد خطيب المسجد الحرام على أن الدولة تقوم بكل هذه الإجراءات والاحترازات، والاحتياطات فلماذا يأتي من يتهاون ويفتح بيته مشرعاً ليجمع الناس في مناسبة وغير مناسبة، وكيف يتساهل بمن يشعر بأعراض المرض ثم يخالط الناس من غير مبالاة ولا إحساس؟ فالأمر جدٌ وليس بهزل، وكلنا مسؤول، فيجب العمل والتعامل بوعي ونصح، والأخذ على يد الجاهل والسفيه، في تعاون من غير تهاون، وهل يهون على المرء أن يرى المسجد الحرام من غير معتمرين، والكعبة المشرفة من غير طائفين، والصفا والمروة من غير ساعين، والروضة الشريفة من غير مصلين، والقبر الشريف من غير زائرين ولا مسلمين، أم يهون عليه أن تعلق الجمع والجماعات، وتغلقَ المدارس والجامعات، وقاعات البهجة والأفراح، وهل يود الصادق في دينه ووطنيته أن تتعطل مصالح الناس، ومن ثم تكون الخسائر في الأموال فادحة.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم: "كن مع الله ولا تبالي، ومد إليه يديك في ظُلَم الليالي، اصفح، وسامح، واتق الله حيثما كنت، وافعل الخير، ولا تحقرن من المعروف شيئا، إن ما كُتب لك سيأتيك مع ضعفك، وما ليس لك لن تناله بقوتك، مِنْ ظُلْم حق الأخوة أن تذكر أسوأ ما تعلم، وتكتم خير ما تعلم".
وأوضح أن الله عز شأنه يذكّر عباده بآياته الكونية وبآياته الشرعية، يطيل سبحانه أمد البلاء لما يشاء من حكمته، يبتلى بالشهور وبالسنين، بل لقد ابتلى سبحانه بعض أنبيائه، وهم المصطفون من خلقه، ابتلاهم سنين عددا، حتى صارت تضرب بهم الأمثال، فيقال: صبر أيوب، وصبر يعقوب، عليهم جميعًا صلوات الله وسلامه، فيعقوب أبيضت عيناه من الحزن فهو كظيم.
وأفاد "بن حميد" بضعف الطالب والمطلوب وما قدروا الله حق قدره، مبيناً أن الله لقوي عزيز، واليوم عرف الناس مخلوقات أضعف من الذباب، وأصغر وأحقر ، هذه المخلوقات الضعيفة ليست تسلُب من الإنسان شيئاً خارجاً عنه، بل إنها تسلب قواه، وقدرتَه، وصحتَه، وعافيتَه، بل إنها تميته وتهلكه بقوة الله وقدرته ولقد ابتلاهم ليعلموا ضعفهم وعجزهم، ابتلاهم لعلهم يرجعون، وإن لتلك النوازل والابتلاءات عباداتٍ وأخلاقيات لا تظهر إلا مع طول البلاء والابتلاء، ينبغي لأهل الإيمان والصلاح العنايةُ بها، والاهتمام بها، ومنها الرجوع إلى الله بإظهار أنواع العبودية من الخضوع له سبحانه، وحسنِ التوكل عليه، والصبرِ ، والتضرعِ، والانكسارِ ، والتسليمِ، واليقين، وصدق التوبة، والدعاء، وسلامة الصدر، وملاحظةِ ألطاف الله في أقداره، وملازمة أذكار الصباح والمساء، وإظهار الفقر ، والعجز ، والمسكنة، والتبرؤ من الحول والقوة، والثقة بالله وحده، وعدم التعلق بالبشر، إن كثيرًا من أهل الغفلة يجزع ولا يصبر لامتداد الوباء، ويسخط ولا يرضى لطول أمد البلاء، ويتزعزع يقينه لا شتداد الضراء.
وأشار إلى أن الاستكثار من الخيرات يدفع بها البلاء، ويكشف بها الضراء من: حسن العبادة، والصدقات، وصلة الرحم، والإحسان إلى الجار ، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر وقضاء الحوائج، ونصر المظلوم، وتفريج الهموم، وإغاثة الملهوف، وسدِّ الفاقات، وبخاصة من حبسهم الوباء عن العمل، ولا مدخراتِ لهم، فهم داخلون في قوله عز شأنه، والأخذ بالأسباب الحسية من أجل حفظ النفس، وحفظ الناس من: النظافة، والتباعد الاجتماعي، ولبس الكِمَامات، وأخذ اللقاحات، والتزام التعليمات الصادرة من جهات الاختصاص، حسب توجيهات ولاة الأمر.
وذكر أن من نعم الله على عبده أن يكون قلبه حيا، فيسمع نصح الناصحين، ويأخذ بإرشاد المختصين، وإن الله لمَ يبتل عباده إلا ليعطيهم ويجزل مثوبتهم، فاستقبلوا أقدار الله بالحمد والرضا، ولو علم المؤمن الصابر عظم الأجر لما استعجل الفرج، والمؤمن إذا ناله شيء من الابتلاء لا يتهم ربه بقضائه وقدره، بل يصبر ويحتسب، وينتقل من الحال التي يكرهها الله إلى الحال التي يحبها الله، ويعلم علم اليقين أن ما لم يأذن الله برفعه فلن يرتفع مهما كانت الأسباب، ومهما كانت المحاولات، موضحاً أن من ضعف صبره ويقينه، وقل احتسابه فالمصائب لا تزيده إلا ريباً، وشكاً، وإساءة ظن، واتهاما لمولاه، فيرجع بأخسر الصفقتين، وينقلب بأعماله وأحواله صفر اليدين.
وقال إنه مما يستوجب الخوف والحذر مع ما يرى من طول البلاء، وازدياد الإصابات والوفيات ألا يتوب مذنب، ولا يعود مقصر ، ولاَ يَردَ آكلُ الحق ما أكل، ولا يصلَ قاطعُ رحم ما قطع، ولا يصالحَ مخاصمٌ من خاصم، يقول النعمان بن بشير رضي الله عنه: الهلكة كل الهلكة أن تعمل السيئات في زمن البلاء، والمخيف أن الغفلةُ عن عظم البلاء، واستمراءُ الحال والأوضاع، نعوذ بالله من الخذلان، ومن حال أهل الضلال، وإذا أردت أن تعرف ذلك وتتفحصه، فانظر إلى بعض أهل الغفلة، وهم يركنون إلى أقوال الناس في مدة الوباء، وعلاجه، وانتهائه، وكأنه ليس في قلبه مكان لله تعالى، ولا ثقة به، ولا توكل عليه، ولا تفويض الأمور إليه.
وأردف أن مما يذكر ويشكر أنه في هذه الجائحة التي أقضت مضاجع الخلائق، وهزت أركان الدول، وأهمت الأمم، وأرعبت البشر ، وغيرت طرق الحياة، ومناهجها ومباهجها، وما برحت الدول، والمنظمات، والهيئات، تتبع مسالك تتواءم مع ظروفها، وإمكانياتها لاحتواء المرض، تستعد، وتحمى، وتعالج، وفي هذا السياق والسباق، تجلت فضائل هذه البلاد المباركة، بقادتها وولاة أمرها ومسؤوليها، وبحزمها وعزمها، ترعى كل من على أرضها من مواطن ومقيم وزائر ، إنهم الجنود المجندة في كل ميدان، في الحدود، وفي الثغور، وفي الصحة، وفي الحرمين الشريفين، وفي التجارة، وفي كل مرفق، فلله الحمد والمنة، وأن هذه الأعمال الجليلة، الحزم والعزم، لأنه شعور عظيم بالمسؤولية، لأن حياة الإنسان هي المقدمة.
وشدد خطيب المسجد الحرام على أن الدولة تقوم بكل هذه الإجراءات والاحترازات، والاحتياطات فلماذا يأتي من يتهاون ويفتح بيته مشرعاً ليجمع الناس في مناسبة وغير مناسبة، وكيف يتساهل بمن يشعر بأعراض المرض ثم يخالط الناس من غير مبالاة ولا إحساس؟ فالأمر جدٌ وليس بهزل، وكلنا مسؤول، فيجب العمل والتعامل بوعي ونصح، والأخذ على يد الجاهل والسفيه، في تعاون من غير تهاون، وهل يهون على المرء أن يرى المسجد الحرام من غير معتمرين، والكعبة المشرفة من غير طائفين، والصفا والمروة من غير ساعين، والروضة الشريفة من غير مصلين، والقبر الشريف من غير زائرين ولا مسلمين، أم يهون عليه أن تعلق الجمع والجماعات، وتغلقَ المدارس والجامعات، وقاعات البهجة والأفراح، وهل يود الصادق في دينه ووطنيته أن تتعطل مصالح الناس، ومن ثم تكون الخسائر في الأموال فادحة.