×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

لقاء مع الشيخ محمد بن على الشمالي

 اجرت صحيفة المهد لقاء مع فضيلة الشيخ محمد الشمالي وجاء اللقاء على شكل أسئله وجهت لفضيلته حيث قام مشكورا بالاجابه عليها كالتالي :

* في البداية نود أن نعطي القارئ نبذه تعريفية عن فضيلتك ؟
الاسم: محمد بن عبدالعزيز الشمالي
العمل :مرشد طلابي
*الشهادات :
1/بكالوريوس أصول دين
2/ماجستير في الثقافة الإسلامية بأطروحة عنوانها"منهج النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهل بيته"
*النتاج العلمي والصوتي:
1-كتاب نحو حياة زوجية سعيدة
2-كتاب تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الصغار من أهل بيته
3- كتاب مقاصد الحج التربوية
4- شريط (مخموم القلب)
5- شريط (إشراقات من حياة النبي صلى الله عليه وسلم)
*المشاركات الإعلامية:
1-حلقات مسجلة في :
أ)إذاعة القرآن الكريم ب) إذاعة البرنامج العام ج) بعض القنوات الفضائية

http://www2.0zz0.com/2012/05/29/21/803658329.jpg

http://www2.0zz0.com/2012/05/29/21/347108126.jpg

http://www2.0zz0.com/2012/05/29/21/818017419.jpg

*ما سبب اهتمامك بالتربية الأخلاقية ؟

أولاً: أن مما يميز ديننا الإسلامي عن غيره من الأديان اهتمامه بهذا الجانب والحرص على تأصيله في نفوس أتباعه حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم"إنما بعثت لأُتمم مكارم الأخلاق".
ثانياً:إعجاب بعض أهل الإسلام ببعض الغربيين بذواتهم أو بطريقتهم في الحياة مع بعدهم عن الإسلام والتحدث عن أخلاقهم ويغيب عن أذهانهم أن القدوة الحقيقة لنا أهل الإسلام هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وكم نسمع بين وقت وآخر ممن أسلموا حديثاً أن سبب إسلامهم هو حسن تعامل المسلمين معهم وإني أذكر موقفاً لعقيد الماني جاء بدعوة من أحد الجهات العسكرية في السعودية فبعد مضي سنتين من قدومه أعلن إسلامه وكان السبب الرئيسي في إسلامه كما ذكر في لقاء معه تأثره بطيبة وأخلاق المسلمين ممن تعامل معهم.
ثالثاً:ما نراه من صدود عن التربية الأخلاقية ورمي التربية على وسائل الهدم التي أظهرت لنا حالات من الفساد الأخلاقي بسبب بعدها عن محاضن التربية الصحيحة.

* دعنا نبدأ بما المراد بالتربية الأخلاقية ؟

حينما نتحدث عن التربية الأخلاقية فإننا نقصد بحديثنا تلك الأسس والمهارات والأخلاق التي من شأنها أن تزرع سلوكاً نبيلاً دعا إليه الإسلام ونبذ كل ما من شأنه أن يغرس الكراهية والبغض نهى عنه الإسلام.

* هل لها أصول وقواعد مبنية عليها ؟

كل تربية تنطلق لابد أن يكون لها أصولاً وأُسس تبنى عليها والقواعد والأسس التي تبنى عليها التربية الأخلاقية هي:
1- الكتاب الكريم والسنة النبوية وهما مصدرا التشريع الإسلامي.
2- النية الصالحة وقد صدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حيث قال (إنما الأعمال بالنيات)
3- الإيمان بالله عزوجل.فهو الدافع للتحلي بجميل الأخلاق والرادع عن سقيمها وقبيحها.
والأمثلة من حياة الصحابة الكرام وهم القدوات كثيرة ومثال واحد على أثر الإيمان في تحليهم بالفضائل تأمل هذا الموقف لصحابي جليل تأثر بحسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وانقلب مؤاثراً فعن أبي هريرة قال: بعث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - خيلاً قبل نجد، فجاءتْ برجل من بني حنيفة يقال له: ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ما عندك يا ثمامة؟))، قال: عندي خير يا محمد، إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسَلْ منه ما شئت، فتركه حتى كان الغد، ثم قال له: ((ما عندك يا ثمامة؟))، فقال: عندي ما قلت لك، إن تنعم تنعم على شاكر، فتركه حتى بعد الغد، فقال: ((ما عندك يا ثمامة؟))، فقال: عندي ما قلت لك، فقال: ((أطلقوا ثمامة))، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، يا محمد، والله ما كان على وجه الأرض وجه أبغض إليَّ من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إليَّ، والله ما كان دين أبغض إليَّ من دينك، فأصبح دينك أحب الدين إليَّ، والله ما كان من بلد أبغض إليَّ من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد إليَّ، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشَّره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: أصبوت؟ قال: لا ، ولكن أسلمت مع محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا والله لا تأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي - صلى الله عليه وسلم.

* هل هناك فرق بينها وبين السلوك ؟

بينهما عموم وخصوص فإذا أطلق أحدهما لوحده فالمراد بالمعنى جميعهما وإذا ذكرا جميعاً فالمراد بالألخلاق هي مجموع ما يتصف به من الصفات التي يتخلق بها الإنسان ,والسلوك يشمل الأمور الأخرى من طبيعة حياة الإنسان من غرائز ومكملات الحياة كالنوم والأكل والتعامل وغيرها مما هو من طبيعة وجبلة الإنسان.

http://www2.0zz0.com/2012/05/29/21/466165619.jpg

 

* هل الأخلاق مكتسبة ؟

الأخلاق تنقسم إلى قسمين :
1) : وهي ما يكون من جبلة الإنسان يجبل عليها وقد وضحها النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لأشج عبدالقيس ( إن فيك لخلقين يحبهما الله ورسوله قال : ما هما يا رسول الله ؟ قال : الأناه والحلم قال : شيء جبلت عليه أو شيء أتخلقه ؟ قال : لا بل جبلت عليه قال : الحمد لله ) رواه مسلم وغيره وهذه رواية أبي يعلى في مسنده.
2) :مكتسبة :وهي ما يبذل فيه الإنسان وسعه لإكتسابها وترسيخها في نفسه والسير عليها في حياته وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا النوع بقوله (.. ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله..) رواه البخاري

*هل هناك عمر معين لزرع الأخلاق ؟

ابتداء نبين أن الأخلاق الحسنة ينبغي أن تزرع في نفس الطفل الصغير منذ نشأته الأولى ويهذب سلوكه بإبعاده عن كل خلق ذميم فما ينشأ عليه الصغير يشب ويشيب عليه وإن أراد تغييره صعب عليه ,وصدق القائل:العلم في الصغر كالنقش في الحجر)ففي الأيام الأولى للصغير هو ينشأ على أخلاق وطباع يستقيها ممن حوله في المجتمع المحيط به وأهم أولئك الأبوين فهما المقياس الصحيح في نظر هذا الصغير فالحسن ما يحسنون والقبيح ما يستقبحون .

*هل يمكن تغيير الأخلاق؟

يقول ابن قدامة المقدسي ( لو كانت الأخلاق لا تقبل التغيير لم يكن للمواعظ والوصايا معنى وكيف تنكر تغيير الأخلاق ونحن نرى الصيد الوحشي يستأنس والكلب يعلم ترك الأكل ,والفرس تعلم حسن المشي وجودة الانقياد ـ إلا أن الطباع سريعة القبول للصلاح وبعضها مستعصية )
ومن الأمثلة على إمكانية تغيير الأخلاق :
1/ أن النفس كالبدن خلقت ناقصة كما البدن يكمل بالطعام والشراب فكذلك النفس.
2/ أن معالجة المرض بضده فالجهل بالعلم والبخل بالسخاء وهكذا .

*كيف يمكننا أن نكتسب الأخلاق الحميدة ، ونتخلص من القبيحة والمذمومة ؟ 1-

تربية النفس وتدريبها على الأخلاق الفاضلة وعلى ترك كل ما هو خلق ذميم .
ففي الحديث ( وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ،وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ) رواه البخاري ومسلم
2- الحرص على متابعة قدوتنا صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة:
يقول الله تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} .
قال ابن كثيرفي تفسيره "هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله"
3-القرب من المجتمعات والبيئات الصالحة، والأسرة المسلمة:
وهنا أيها القارئ الكريم تأمل هذا الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاء) رواه البخاري ومسلم, فالأصل في التنشأة على الأخلاق هما الوالدين ينشأ عليهما الصغير ويشب مع أن فطرته سليمة على التوحيد,فكذا خلقه
ويقول الإمام ابن حجر في معرض حديثه على حديث القاتل تسع وتسعين "التائب ينبغي له مفارقة الأحوال التي اعتادها في زمن المعصية، والتحول منها كلها ) لأن المجتمع له تأثيره على من يعيش فيه.
4-مجالسة الصالحين :
وفي المثل (قل لي من تصاحب أقل لك من أنت) فمن تصاحبه تتطبع بطباعه وتسير على سيره وتتأثر بأخلاقه وسلوكه.
ولقد صدق حبيبنا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قَالَ: ((مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً) رواه البخاري ومسلم.
يقول الإمام ابن قدامة ( وقد تكتسب الأخلاق الحسنة بمصاحبة أهل الخير , فإن الطبع لص يسرق الخير والشر ).
5- ليكن لدعاء الله نصيب من حرصك على أخلاقك فقد حفظ عن نبينا ونقل لنا عنه صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة كثرة دعائه بحسن الخلق فمن ذلك:
عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ قَالَ: ((..وَاهْدِنِي لأحْسَنِ الأَخْلاقِ لَا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلا أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلا أَنْتَ..)رواه مسلم
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((اللهم أحسنت خَلقي، فأحسن خُلقي).رواه الإمام أحمد وصححه الألباني.
6- مطالعة تلك الأحاديث التي تحث على حسن الخلق فهي سبيل لتحفيز النفس والسير بها إلى طريق الأخلاق الحسنة وتنفير لها من سيء الأخلاق :
• عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) رواه أبوداوود (صحيح)
• عن عبد الله بن عمرو قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لم يكن فاحشا ولا متفحشا وقال ( إن من أحبكم إلي أحسنكم أخلاقاً) رواه البخاري
• عن أبي الدرداء رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما من شىء أثقل في الميزان من حسن الخلق) رواه أبي داود قال الشيخ الألباني : صحيح
• عن أبي هريرة قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم ما أكثر ما يدخل الجنة ؟ قال
• : ( التقوى وحسن الخلق ) وسئل ما أكثر ما يدخل النار ؟ قال ( الأجوفان الفم والفرج ) . سنن ابن ماجه قال الألباني حديث حسن
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا)رواه أبي داود قال الشيخ الألباني : حسن صحيح
• أنس رضي الله عنه قال : خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين (فما قال لي أف ولا لم صنعت ؟ ولا ألا صنعت) رواه البخاري ومسلم

* ما هي التوصيات المهمة التي تود تطلعها على المتابعين ؟
الحقيقة أن من أهم التوصيات التي أوصي بها نفسي أبتداء وللقراء الكرام :
أولأً:أن نسعى في سيرنا إلى الله إلى بلوغ أرفع وأعلى المنازل وأن تكون هممنا عالية للوصول إلى ما وصل إليه من سبقنا في جميع الميادين وخصوصاً هذا الميدان ميدان الأخلاق.
ثانياً: أن نطرد اليأس من نفوسنا فما تقدم متقدم واليأس يسير معه فكلما كنت متفائلاً كلما كنت ناجحاً وتصل إلى مرادك فلا تيأس في تعديل أخلاقك وفي تربية صغارك فكل ما هنالك هو الجد والتشمير والصبر ثم الوصول.
ثالثاً : ليكن لك نصيب من مطالعة سير سلف هذه الأمة وخلفها ففي قراءة سيرهم شحذ للهمم وتشجيع لهذه النفوس لبلوغ مناها وتذكير بجميل ما بقي من ذكرهم فلا أن يذكر الانسان بعد رحيله بذكر سوء خلقه الذي حفظه البعيد قبل القريب.

http://img06.arabsh.com/uploads/image/2013/04/04/0c37464864f10c.jpg

 

* ماذا تود أن تقول في نهاية هذا اللقاء ؟

اختم هذا اللقاء وأقول بأن في القرآن الكريم والسنة النبوية وسير أسلافنا ما هو منهج للمسلم في هذه الحياة فالقرآن وصف النبي الكريم(وإنك لعلى خلق عظيم) وحث على أخلاق كثيرة وذم القبيح منها والأحاديث النبوية حثت كثيراً على جمال الأخلاق وحذرت من سفسافها فترجم أسلافنا تلك الآيات والأحاديث إلى واقع عملي في حياتهم عاشوا بها فنالوا بذلك أعلى المقامات وأجل الأوصاف ,(..أولئك أبائي فجئني بمثلهم..).

أسأل الله الكريم أن كما حسن خلقنا أن يحسن أخلاقنا وأن يجعلنا جميعاً من أهل جنانه وأن يعيننا على أنفسنا وعلى الشيطان والله أعلم وصلى الله وسلم على نيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين,,,

http://www2.0zz0.com/2012/05/29/21/633574720.jpg
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر