×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

خطوط الأنابيب الخليجية تقلل احتمالات إغلاق هرمز

 ذكر تقرير لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية بأن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة قد افتتحتا خطوطاً لأنابيب النفط تتفادى مضيق هرمز، وهو نفس مكان التصدير الذي تهدد إيران بإغلاقه، في عمل من شأنه أن يخفض قوة إيران في أسواق النفط.

ويأتي الافتتاح الهادئ لخط الأنابيب الإماراتي أمس، عشية توتر دبلوماسي كبير حول البرنامج النووي الإيراني حيث انخفض الإنتاج النفطي الإيراني لأقل معدلاته خلال عشرين عاما بسبب تأثير العقوبات الأمريكية والأوروبية التي جعلت إيران تكرر تهديداتها بإغلاق المضيق، الذي تمر منه ثلث تجارة العالم البحرية من النفط.

والخطوط الجديدة ترفع حجم الإمدادات التي تمر بعيداً عن المضيق، إلى 6.5 مليون برميل يومياً أو ما يعادل 40% من الـ17 مليون برميل التي تمر عبر مضيق هرمز يومياً.

والأهمية الجيوسياسية لهذا المضيق تكمن كما وصفه ذات يوم وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، سايروس فانس، بأنه "حبل الوريد بالنسبة للغرب".

وخلال نهاية الأسبوع قال العميد البحري علي فادافي القائد البحري في قوات الحرس الثوري الإيراني، "إن طهران لديها القدرة على عدم السماح حتى لمرور شحنة واحدة من النفط عبر المضيق".

توازن القوىوتقول أبوظبي والرياض، "إن خط الأنابيب الجديد ليس ردا مباشرا على تهديدات إيران، لكن تجار النفط والسولار يقولون إنه بوضوح جاء لعمل توازن القوى، ويفسر رافايل كانديوتي، وهو باحث كبير بكلية لندن الملكية ومؤلف كتاب "سياسات تدفق أنابيب النفط والوقود النظيف"، إن تعدد خطوط انابيب نقل النفط ستؤدي إلى شلل جزئي للقدرة الإيرانية على إغلاق مضيق هرمز، كما أن رؤية زيادة استيعاب أنابيب التصدير ستسعد أهداف المملكة العربية السعودية".

ويأتي المشروع عشية عودة أسعار النفط إلى ما فوق المئة دولار للبرميل بقليل بسبب تراجع الصادرات النفطية الإيرانية.

وقامت الإمارات يوم الأحد بتحميل أول ناقلة من خلال أنابيبها الجديدة التي تبلغ طولها 370 كيلو مترا والتي تصل حقول النفط قرب أبوظبي مع ميناء الفجيرة على المحيط الهندي.

وبلغت تكلفة إقامة هذه الأنابيب 3.5 مليار دولار، وتم تأجيلها عدة سنوات وتستطيع أن تحمل 1.5 مليون برميل نفط يومياً أو ما يعادل 65% من الصادرات الوطنية وقد علق على هذا وزير النفط الإماراتي محمد بن ظاعن الهاملي، في احتفال بالفجيرة بأنه مشروع مشروع استراتيجي بحت.

السعودية تتجه للبحر الأحمروفي نفس الوقت قامت المملكة العربية السعودية بتعديل خط أنابيب للغاز الطبيعي ليسمح بحمل الوقود النظيف ويبلغ طوله 1200 كيلومتر، ويمكنه أن يفرغ حتى مليوني برميل يومياً أو 25% من صادرات المملكة التي تأتي من الحقول النفطية بالمنطقة الشرقية على شاطئ الخليج لتصل إلى محطة قرب ينبع على البحر الأحمر.

ويبلغ عرض هذا الأنبوب 45 بوصة، وتم بناؤه خلال الحرب الإيرانية العراقية في أوائل الثمانينيات عندما كان الطرفان يهاجمان ناقلات النفط بالخليج، ليتم من خلاله تصدير النفط كجزء من مشروع يسمى "نظام بترولين للشرق والغرب"، لكن الخط تم تعديله مؤخرا ليحمل الغاز الطبيعي والآن حولته الرياض مجدداً ليحمل نفطا طبقا لما قاله مسؤولون ويضيف أحد مسؤولي النفط بالمملكة، "أردنا أن نكون مستعدين وخط الأنابيب هذا يعطينا القدرة على الحركة بسلاسة".

وتملك السعودية ثلاثة خطوط أنابيب أخرى للنفط والغاز تمر عبر أراضيها إلى مضيق هرمز، أحداها يبلغ سمكه 56 بوصة، وتم بناؤه منذ 3 عقود كجزء من مشروع بيترولين، والذي يمكنه حمل 3 ملايين نفط يوميا والخط الثاني يحمل 300 ألف برميل يوميا من الغاز الطبيعي المسال إلى مشروع بيترولين والخط الثالث يسمى IPSA واستخدم في الثمانينيات لنقل النفط العراقي لكنه هذه الأيام يستخدم في تصدير الغاز الطبيعي السعودي.

ويشكك متابعون وتجار في أن تطبق إيران تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز بأي حال لسببين أولاهما أنه البوابة الوحيدة لصادراتها الوطنية من النفط، وأيضا وارداتها من المواد الغذائية، والثاني أن المضيق هو استراتيجي لدرجة أن إغلاقه سيؤدي إلى عمل عسكري أمريكي وتشترك فيه بلدان أخرى.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر