×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

شركات أجنبية تتنافس لإحياء صناعة النفط الليبية

 اجتذب أول معرض للنفط والغاز في ليبيا بعد الحرب عشرات الشركات الأجنبية هذا الأسبوع يحدوها أمل الفوز بصفقات جديدة، وأن تتم تسوية مسائل العقود والأمن لصالحها في نهاية المطاف.

وبعد توقف فعلي لصناعة النفط الليبية العام الماضي، ارتفع إنتاج البلاد مقتربا من مستوى قبل الحرب البالغ 1.6 مليون برميل يوميا، منذ انتهاء الصراع الذي أطاح بمعمر القذافي، لكن لا تزال هناك مخاوف بشأن الأمن وأسلوب تعامل حكام البلاد الجدد مع الشركات الأجنبية.

وتحتاج ليبيا للاستثمارات والخبرة الاجنبية لتعزيز انتاجها من النفط والغاز، لكن عدم التيقن بشأن العقود القائمة بالفعل وبنود اي صفقة جديدة سيستمر لحين اتضاح المشهد بعد انتخابات الجمعية التأسيسية في يونيو.

وقال جان دانيل بلاسكو نائب الرئيس للتنقيب والانتاج بشمال افريقيا لدى توتال الفرنسية في مؤتمر على هامش المعرض "نحتاج بيئة مستقرة.. الأمن. نحتاج أيضا لإجابات على أسئلة بشأن الدور الذي ستلعبه شركات النفط الاجنبية مستقبلا."

وأضاف "كيف ستكون العلاقة بين الوزارة والمؤسسة الوطنية للنفط.. متى ستجري جولات عطاءات التنقيب التالية.. هل سيظل اتفاق التنقيب والانتاج والمشاركة 4 هو النموذج لصفقات التنقيب مستقبلا.. هذه هي الاسئلة الرئيسية" مشيرا في كلامه الى اخر برنامج للتنقيب والانتاج والمشاركة في ليبيا.

وشكلت حكومة الفترة الانتقالية لجنة للتحقيق في مزاعم بالفساد تعود لعهد القذافي. وقد تؤدي نتائج التحقيقات لإعادة صياغة صفقات مربحة في الدولة العضو بمنظمة اوبك والتي تقبع فوق اكبر احتياطيات من الخام في أفريقيا.

في غضون ذلك منح تغيير هيكل القطاع صلاحيات أكبر لوزارة النفط وقلص مسؤوليات المؤسسة الوطنية للنفط.

وقال وزير النفط عبد الرحمن بن يزة لرويترز "نتعاون مع اللجنة واعطيناها كل المعلومات التي لدينا، نأمل أن ينتهوا من عملهم قريبا."

وسُئل عن الموعد المحتمل لطرح عقود أو امتيازات جديدة فرد قائلا "ندرس هذا الامر وسنتحدث في هذا الشأن قريبا."

وأكدت الحكومة أنه لن تكون هناك صفقات جديدة لحين انتهاء الانتخابات وأن من السابق لأوانه التكهن بالطريقة التي ستكون عليها العقود مستقبلا. وفي تلك الاثناء تسعى الشركات لضمان أن يكون لها وجود ملموس على الارض.

وعرضت شركات من مختلف أنحاء العالم خبراتها في التنقيب والانتاج والتكرير والخدمات في معرض النفط والغاز 2012 الذي يستمر أربعة أيام حتى يوم الخميس. ومن بين الشركات توتال وريبسول وونترشال وشتات اويل وهي من أكبر الشركات العاملة بالفعل في ليبيا.

وتتوقع ريبسول أن يصل انتاجها في ليبيا لمستوى ما قبل الحرب البالغ 340 الف برميل يوميا بحلول الصيف. وقال الرئيس التنفيذي نيميزيو فرنانديز كويستا ان الشركة تأمل تعزيز الانتاج الى 380 ألف برميل يوميا خلال السنوات المقبلة.

وقال لرويترز "كثير من الليبيين يعرفون انهم بحاجة لشركات النفط العالمية للحصول على التمويل والتكنولوجيا الحديثة ولا نتوقع أي مشكلة كبيرة."

وعلى عكس العراق فان حجم الضرر الذي لحق بصناعة النفط في ليبيا محدود الا أن مسؤولين نفطيين أشاروا للحاجة لأعمال صيانة وتطوير بعد الاستعجال في اغلاق الحقول. وهذا يعني فرصا لكثير من الشركات الهندسية والاستشارية وغيرها من أوروبا والشرق الاوسط.

وقال اريك هوبر من شركة رويال هاسكوننج الهولندية للاستشارات الهندسية والبيئية "نأمل في اقامة علاقات مع كثير من العملاء الليبيين سواء الحاليين او الجدد، نثق في أنه ستكون هناك استثمارات كبيرة في صناعة النفط الليبية."

لكن التصريحات العلنية التي تتسم بالتفاؤل وراءها مخاوف لا تخفى على أحد. فقد أغلق محتجون في بنغازي مكتب شركة الخليج العربي للنفط (أجوكو) التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط يومي الاثنين والثلاثاء وشملت مطالبهم استبعاد المسؤولين المنتمين لنظام القذافي.

وقال مسؤول بشركة نفط أوروبية "المشكلة أن البعض يريد الانفصال تماما عن ذي قبل (عهد القذافي) لكن البعض وجودهم ضروري لخبراتهم."

ومازال الوضع الامني أيضا واحدا من أكبر مخاوف الشركات الاجنبية التي تعود للعمل في ليبيا. ولم يعد عدد الموظفين الاجانب في البلاد الى مستوى ما قبل الحرب حتى الان.

ويتحدث مسؤولون عن خطط لتدريب الاف المقاتلين السابقين تحت مظلة قوة لحراسة المنشآت النفطية. وتولت مجموعات من المقاتلين الحراسة في غياب الجيش.

وقال موظف ليبي في شركة اوروبية للنفط والغاز "أحد أكبر مخاوفي هو سهولة اندلاع القتال.. مثل الاشتباكات القبلية".
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر